عثمانوف.. من صانع الأكياس إلى قطب صناعة الصلب الروسي

الأحد 29 يوليو 2012 12:58:26 صباحاً المشاهدة(2258)


يعد عليشر عثمانوف واحداً من أبرز رجال الأعمال في المجتمع الروسي، إن لم يكن هو أغناهم. يستطيع التعامل مع الأزمات بكل سهولة، حيث يقول هو: لدي نظرية للتعامل مع الأزمات، تتمثل في ضرورة توظيف الأزمة لجني هامش ربح إضافي. ينبغي على المرء توقع وقت حدوث النمو، والاستثمار قبل ذلك مباشرة.



نشأته


ولد عليشر عثمانوف في 9 سبتمبر 1953 في أوزبكستان. والده كان المدعي العام للدولة. درس عثمانوف القانون الدولي في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية MGIMO من عام 1976.


الاعتقال


في عام 1980 قامت الشرطة العسكرية باعتقال عثمانوف وأدين في أغسطس 1980 من قبل المحكمة العسكرية في منطقة تركستان العسكرية، حيث وجهت له تهم الاحتيال والاختلاس والرشوة وحكم عليه بالسجن 6 سنوات، وهي التهم التي يصفها عثمانوف بالسياسية نتيجة الصراع على السلطة بين النخبة في أوزبكستان، وتم إرسال عثمانوف إلى أحد معسكرات الاعتقال النائية، حيث كان الكثير من الرجال الذين حكم عليهم والده يقضون عقوبة السجن هناك، وهو ما يبدو قراراً متعمداً لكي تتم الإساءة إليه أو حتى قتله.


حكم البراءة


الطريف أن عثمانوف طعن على الحكم عقب خروجه من السجن أكثر من مرة، وفي يوليو 2000 أصدرت المحكمة العليا لجمهورية أوزبكستان حكماً ببراءة عثمانوف من التهم التي وجهت له واستندت المحكمة في حكمها إلى أن الحكم كان ظالماً، إضافة إلى عدم وجود أدلة إدانة دامغة، وأن أجهزة الاستخبارات الروسية، قد قامت بتلفيق الأدلة ضده، وهو ما يعني عدم وجود العناصر المكونة للجريمة.


يقول عثمانوف عن الفترة التي قضاها داخل السجن: تمكنت من البقاء على قيد الحياة بسبب حبي لزوجتي «يايرينا فاينر، من كبار مدربي الجمباز الإيقاعي»، ورغبتي في العودة إليها ورغبتي في إثبات براءتي. أنا أعتبر مثالاً للأشخاص الأبرياء الموجودين داخل السجون. يمكن لشخص بريء مثلي أن يحقق أشياء هامة في الحياة، وهو ما دفعني لتكريس 25 عاماً من عمري لهذه الفكرة.


ثروة طائلة


استطاع عثمانوف تكوين ثروة طائلة من خلال عالم الأعمال الذي أعقب الحقبة السوفيتية، وكانت بداية حياته العملية في مجال صناعة الأكياس البلاستيكية، ولكن كانت النقلة المهمة في حياته عندما أدار مصانع صلب تابعة لشركة «غازبروم»، قبل أن تنفصل عن «غازبروم» وتصبح ملكه، تحت اسم «غازميتال»، ثم تحول الاسم إلى «ميتالو إنفست». وأكد عثمانوف أنه تحمل الديون المترتبة على هذه الصفقة وغيرها من صفقات الاستحواذ على مناجم الحديد الخام في روسيا.


عثمانوف هو المالك الوحيد للشركة القابضة المسجلة في قبرص جالاجر، وهي شركة عالمية لها استثمارات رئيسة في التعدين وصناعة الصلب والنفط والتكنولوجيا والغاز، ووسائل الإعلام والمستحضرات الصيدلانية.


الاستثمار في الإعلام


في أغسطس 2006، بدأ عثمانوف الاستثمار في وسائل الإعلام بتشجيع من الحكومة الروسية، وكانت البداية قيامه بشراء صحيفة كوميرسانت بـ200 مليون دولار أميركي، وهي صحيفة مملوكة لبوريس بيريزوفسكي الذي تم نفيه. بعد ذلك قام بشراء %50 من أسهم قناة روسيا الرياضية 7TV، وكان ثمن الصفقة 25 مليون دولار أميركي. وفي يونيو 2007 اشترى %75 من قناة Mazzika TV الروسية بمبلغ 300 مليون دولار أميركي.


الاستثمار في الرياضة


في أغسطس 2007 قرر عثمانوف الاستثمار في الرياضة، حيث قام بشراء حصة قدرها %14.58 في نادي أرسنال لكرة القدم الإنجليزي. وفي 28 سبتمبر من العام نفسه زادت حصة عثمانوف إلى %23 ما جعله ثاني أكبر مساهم في النادي بعد داني فيزمان حيث كان يملك %24، ولكن في عام 2009 أصبح عثمانوف أكبر مساهم في النادي حيث أصبح يمتلك %25 من قيمة أسهم النادي.


الاستثمار في مجال التكنولوجيا


في أبريل 2012، قرر عثمانوف الاستثمار في مجال التكنولوجيا وتحديداً في شركة الفيس بوك، حيث قام هو وشركاؤه الروس بشراء %10 من أسهم شركة «فيس بوك» والتخلي عن حق التصويت بموجب هذه الأسهم لمؤسس «فيس بوك» ورئيسها التنفيذي مارك زوكربيرج، بالإضافة إلى أنهم لن يكون لهم رأي في تحديد سياسات الخصوصية والتنظيم السياسي الخاصة بالموقع، بما يحافظ على استقلال الموقع، وهو الأمر الذي أصبح شديد الأهمية في الوقت الذي يلعب فيه «فيس بوك» دوراً رئيساً في السياسات الداخلية في روسيا.. وقد تعجب الكثيرون من قبول عثمانوف وشركاؤه من قبولهم هذا الشرط القاسي، ولكن عثمانوف أعلن أنه على وعي تام بقيمة مواقع شبكات التواصل الاجتماعي وكانوا على استعداد كامل لدفع أموال أكثر من غيرهم للحصول على أسهم في فيس بوك. عثمانوف يرى أن المغامرة الروسية بالدخول في موقع «فيس بوك» كانت محض مغامرة اقتصادية. مؤكداً أن تركيزه على شبكات التواصل الاجتماعي يعكس الخبرة التي اكتسبها من مراقبة نمو سوق الإنترنت في روسيا في الأعوام القليلة الماضية، حيث يزداد تهافت الناس على الألعاب الاجتماعية وتجارة السلع الافتراضية في بعض الأجزاء من قارة آسيا بمعدل أكبر من الولايات المتحدة الأميركية.



اخبار متعلقة

تسجيل 3 مشاريع في الصناعة الإنشائية ومواد البناء في اليمن
المشاهدة(2156)

بلغ عدد المشاريع الاستثمارية المسجلة في الربع الأول من العام الجاري 2012م في الصناعات الإنشائية ومواد البناء نحو 3 مشاريع  المزيد

غياب ثقافة إعادة التدوير يكلف العرب 5 مليارات دولار سنوياً
المشاهدة(2246)

تنشر شركة تدوير رائدة معالجة النفايات في الإمارات والشرق الأوسط والتي تتخذ من دبي مقراً لها دراسات تثقيفية على صفحات البيان الاقتصادي المزيد

عثمانوف.. من صانع الأكياس إلى قطب صناعة الصلب الروسي
المشاهدة(2259)

عليشر عثمانوف واحداً من أبرز رجال الأعمال في المجتمع الروسي، إن لم يكن هو أغناهم. يستطيع التعامل مع الأزمات بكل سهولة، حيث يقول هو: لدي نظرية للتعامل مع الأزمات، تتمثل في ضرورة توظيف الأزمة لجني هامش ربح إضافي. ينبغي...المزيد

اضف تعليق