ومن المتوقع أن تدخل "الغربية" حيز التشغيل الرسمي في 2018، وستصل طاقتها الإنتاجية السنوية إلى 240 ألف طن، حيث سيتم تصدير 40% منها إلى الأسواق المجاورة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أسواق شمال وشرق أفريقيا.

ويأتي إطلاق مشروع "الغربية" ليغطي الطلب المتنامي على أنابيب الصلب عالية الجودة وتحديداً من قبل قطاع الطاقة الذي يشهد نمواً كبيراً ويتطلب مواصفات خاصة للأنابيب المستخدمة حيث يتم استيراد غالبيتها من الخارج. وستكون "شركة الغربية للأنابيب"، بمجرد دخولها حيز الإنتاج، ستكون من ضمن إحدى الشركات المحدودة المتخصصة في مجال تصنيع الأنابيب المقاومة للظروف الحمضية للعمليات في المناطق البحرية.

وتجدر الإشارة إلى أن الأنابيب المقاومة للظروف الحمضية صممت خصيصاً لمقاومة التآكل المقترن بالبيئات الغنية بكبريتيد الهيدروجين، وهي سمة حقول النفط والغاز في المنطقة، حيث تتسبب الحموضة غالباً في تآكل المعادن وإحداث عيوب ومشاكل أخرى في الأنابيب.

وتعليقاً على إطلاق المشروع المشترك، قال المهندس سهيل مبارك بن عثعيث العامري، الرئيس التنفيذي لشركة "صناعات" إحدى أكبر الشركات القابضة في مجال الاستثمار الصناعي بدولة الإمارات العربية المتحدة،: "في إطار مساعينا المستمرة والتزامنا برسالتنا الرامية للمساهمة في تطوير القطاع الصناعي في دولة الإمارات ودعم جهود التنويع الاقتصادي في البلاد، تعمل صناعات باستمرار على توسيع محفظتها من خلال الدخول في شراكات عالمية مع مؤسسات تتمتع بمكانة رائدة في القطاعات التي ينتمون إليها. ونهدف من خلال المشروع الجديد إلى تلبية الطلب المتنامي على منتجات أنابيب الصلب عالية الجودة في وقت باتت فيه الكفاءة في قطاع النفط والغاز وغيره من القطاعات أمراً أكثر أهمية من أي وقت مضى، كما يعد هذا المشروع تجسيداً لقوة ونوعية العلاقات التي يمكننا بناؤها مع رواد الصناعة في اليابان، إذ تتمتع ’صناعات‘ بسجل حافل بالانجازات في مجال استقطاب أفضل الخبرات الدولية إلى الإمارات لبناء شركات إماراتية قادرة على المنافسة عالمياً."

ويصل إجمالي تكلفة إنشاء المشروع الجديد، الذي سيتم انشاءه  في منطقة خليفة الصناعية في أبوظبي (كيزاد)، 1.1 مليار درهم، وسوف يجمع بين الخبرة الطويلة التي تتمتع بها شركة "جي إف إي ستيل" في مجال تصنيع أنابيب الحديد الملحومة كبيرة القطر وعالية الجودة، وشبكة المبيعات الواسعة التي تتمتع بها شركة "ماروبيني-إيتوشو ستيل"، والحضور القوي الذي تتمتع به صناعات في إمارة أبوظبي والتي تتطلع لرفع نسبة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة إلى 25% بحلول العام 2030.

وتبلغ حصة التحالف الياباني في مشروع "الغربية" 49%. وتأتي مشاركة التحالف في هذا المشروع المشترك ضمن إطار مبادرة مركز التعاون الياباني لمنطقة الشرق الأوسط الرامية إلى توسيع وتعزيز آفاق العلاقات الاقتصادية بين أبوظبي واليابان، ودعم الشركات اليابانية الراغبة بالاستثمار في مشاريع من شأنها تعزيز أواصر التعاون بين اليابان والإمارات.

من جانبه، قال تاكافومي نيشيوما، نائب الرئيس في شركة "جي أف إي ستيل": "تتمتع منطقة دول مجلس التعاون الخليجي بمستوى عالٍ من التنافسية على صعيد تكاليف الحفر واحتياطيات النفط والغاز. وفي ظل التوقعات باستمرار وتيرة التطوير والإنتاج في قطاع النفط والغاز في المنطقة عند مستويات قوية رغم التقلبات التي شهدها السوق مؤخراً، فمن المتوقع أن نشهد زيادة مطردة في حجم الطلب على أنابيب الصلب عالية الجودة التي تستخدم لنقل الموارد الهيدروكربونية. ونرى فرصاً جذابة للاستثمار في هذا السوق الواعد، وتحديداً في دولة الإمارات، ونحن على قناعة بأن ’صناعات‘ تعد الشريك المثالي لنا لتوسيع حضورنا في المنطقة."

وعلق كوجي شيمادا، الرئيس التنفيذي للعمليات- قسم منتجات الأنابيب في شركة "ماروبيني-إيتوشو ستيل" اليابانية الرائدة في مجال معالجة وبيع وتصدير واستيراد منتجات الحديد والصلب قائلاً: "يتيح لنا التعاون مع ’صناعات‘ فرصة فريدة للاستفادة من سوق لم يتم استغلاله بعد إلى حد كبير، وما من طريقة أفضل من دخول هذا السوق من التعاون في هذا المشروع المشترك مع واحدة من أعرق الشركات الصناعية القابضة في المنطقة، والتي تعد شريكاً استثمارياً ذا خبرة طويلة وسجل حافل بالنجاح."

وتمتلك "صناعات" 51% من مشروع "الغربية" الذي يعكس التزام الشركة بتعزيز نمو محفظتها والمساهمة في دعم تحقيق أهداف رؤية أبوظبي الاقتصادية. كما يترجم المشروع التزام "صناعات" بتمكين الشباب الإماراتي وتعزيز مشاركتهم في القطاع الصناعي بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سيوفر بمجرد اكتماله 370 فرصة عمل مختلفة.

وأكد المهندس جمال سالم الظاهري، الرئيس التشغيلي لشركة "صناعات"، حرص الشركة المستمر على تحديد أفضل فرص الاستثمار الصناعي المجدية، وقال: "تلعب ’صناعات‘ دوراً هاماً في بناء المشاريع الضخمة التي من شأنها تحفيز نمو وتطور أنشطة الصناعات التحويلية واستقطاب أفضل الشركاء من القطاع الخاص، ويعد مشروع ’الغربية‘ مكملاً مثالياً لمحفظة شركاتنا الحالية، حيث سيضيف قيمة هامة إلى أعمالنا ويعزز التآزر بين استثماراتنا القائمة. لقد اعتمدنا منهجية شاملة في تحديد مدى جدوى واستدامة المشروع وانتقاء الشركاء المحتملين، إذ شكل النجاح في الجمع بين قدرات الشركاء الثلاثة المعنيين بهذا المشروع عنصراً هاماً، حيث قضينا وقتاً طويلاً حتى تمكنا من تحقيق هذا التوافق بما يضمن نجاح المشروع والوصول إلى الأهداف المنشودة".

 

.................

 

الصلب العربي