أخبار عالمية

ko

عالمية: صفقات أسواق المعادن تهوي 81% في النصف الأول.. وتوقعات الأداء مجهولة مع ضعف الطلب

الثلاثاء 01 سبتمبر 2020 07:00 مساءً المشاهدة(439)

 
قبل جائحة كورونا قدر استهلاك الصين من المعادن بنحو نصف الاستهلاك العالمي، وضعف ما كانت تستهلكه عندما ضربها وباء سارس 2002.
 
ومنذ نهاية شهر كانون الثاني (يناير) الماضي حين أعلنت منظمة الصحة العالمية، تفشي فيروس كورونا عالميا، وقيام مختلف دول العالم وفي مقدمتها الصين باتخاذ تدابير إغلاق صارمة، تأثرت حركة التصنيع والتجارة والسفر، وبالتالي أصيبت أسواق المعادن بهزة عنيفة لا تزال آثارها متواصلة، وسط جدل بين الخبراء والمضاربين حول المدة، التي سيستمر فيها الوضع المقلق وغير المستقر في أسواق المعادن.
 
تشير بعض التقديرات إلى أن أسعار النحاس والنيكل والزنك في بورصة لندن للمعادن فقدت ما يراوح 9 و14 في المائة من قيمتها منذ بداية العام حتى نهاية الربع الأول منه، بسبب تداعيات وباء كورونا وما يمكن أن يكون له من تأثير طويل الأجل في الطلب الصيني.
 
انخفاض الناتج الصناعي الصيني، نتيجة تراجع قطاع البناء والسيارات والتصنيع، أدى إلى تقليل الطلب على الصلب والنحاس والألومونيوم ومعادن أخرى، كما تضررت صناعة الصلب وصهر الألومنيوم نتيجة توقف عمليات النقل والحركة وعدم عودتها إلى وضعها الطبيعي التام إلا أخيرا.
 
لكن الربع الثاني من عام 2020 ومع تحسن معدل النمو الكلي في الصين، وتحديدا الإنتاج الصناعي، بدأت معدلات الطلب على المعادن تتحسن نسبيا، لكنها لم تستعيد بعد أوضاعها السابقة للجائحة بسبب الأسواق الآسيوية الأخرى التي لم تصل بعد إلى مستويات مرتفعة من النمو.
 
وبحسب "الاقتصادية" يقول جوش ليم محلل أسواق المعادن في بورصة لندن، "كان من المتوقع أن تواجه صناعة المعادن العالمية تحديات في عام 2020 حتى بدون تفشي وباء كورونا، مع استمرار ضعف الطلب وانخفاض مستويات التصنيع والتغيرات المستمرة الناتجة عن المفاوضات التجارية خاصة بين الصين والولايات المتحدة، والتعريفات الجمركية المتصاعدة. وفي النصف الأول من عام 2020 زادت التوقعات السلبية نتيجة الوباء".
 
ويضيف، "التحسن الحادث في الأسابيع الأخيرة من الربع الثاني لهذا العام مرحب به، لكنه تحسن طفيف وغير مستقر، فمعدل النمو الصيني لم يرتفع إلى المستويات الكفيلة بتعويض خسائر الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وموردوا المعادن يواجهون طلب لا يتسم بالقوة، والثبات من المستهلكين الرئيسيين في مجالات التصنيع والفضاء والسيارات والبناء وغيرها، وهذا كله انعكس في انخفاض قيمة الصفقات وحجمها ومتوسط حجمها مقارنة بالنصف الأول من عام 2019، ويتضح هذا التأثير أيضا من خلال الانخفاض في حجم الصفقات من الربع الأول إلى الربع الثاني من عام 2020، حيث شهدت العديد من الشركات المحلية والدولية أكبر اضطرابات نتيجة الوباء".
 
وبالفعل شهد قطاع المعادن انخفاضا في حجم الصفقات وقيمتها في الربع الأول والثاني من هذا العام، وبلغ اجمالي قيمة الصفقات في النصف الأول من عام 2020 ما لا يتجاوز 5.9 مليار دولار بانخفاض 81 في المائة مقارنة بالنصف الأول من عام 2019.
 
ولوحظ أيضا اتجاه مماثل لعدد الصفقات في النصف الأول من عام 2020 حيث عقد 271 صفقة مقابل 309 صفقة في النصف الأول من عام 2019 بانخفاض نسبته 12 في المائة، كما أن قيمة الصفقات في الربع الأول من عام 2020 وحجم صفقات الربع الثاني من هذا العام هي الأدنى في الأرباع الثمانية الماضية.
 
ومن المحتمل أن يعزى الانخفاض في حجم الصفقات في الربع الثاني إلى أن الاقتصاد العالمي لا يزال يواجه أوضاعا اقتصادية صعبة، إذ بلغ إجمالي الصفقات العشر الأولى 3.7 مليار دولار أي ما يعادل 62 في المائة من إجمالي صفقات النصف الأول من عام 2020.
 
ولكن ماذا عن التوجهات القطاعية للمعادن، هل كان أداء بعض المعادن أسوأ من أداء الآخرين، ولماذا، وما مدلول ذلك، وهل تلك توجهات مؤقتة أم ذات طبيعة طويلة المدى؟.
 
وبحسب "الاقتصادية" يؤكد الخبير الاستثماري إم. دي كريس، أن خام الحديد من المنتجات الأفضل أداءا في هذا الموسم، إذ أن آسيا، والصين تحديدا تسعى إلى العودة لمستويات النمو السابق، وبذلك بدأ في استهلاك كميات كبيرة من خام الحديد، أحد المكونات الأساسية في صناعة الصلب، وأغلب خام الحديد يأتي من مناجم أستراليا والبرازيل.
 
ويشير إلى أن سعر شراء الخام ارتفع فعليا بنسبة 21 في المائة تقريبا منذ بداية العام وحتى منتصف الشهر الماضي، ويبلغ اليوم سعر خام الحديد 118.7 للطن الواحد، وذلك بفضل خطط التنشيط الاقتصادي التي تبنتها الصين وتضمنت خطط لتحسين البنية التحتية من خلال زيادة اقتراض الحكومات المحلية.
 
وبالفعل فان البيانات المتاحة من وزارة التجارة الصينية تشير إلى أن الصين استوردت 100 مليون طن من خام الحديد الشهر الماضي مقارنة بـ87 مليون طن في شهر أيار (مايو)، حيث تعد تلك أكبر كمية تستوردها الصين من خام الحديد منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2017، ما يعني أن الطلب المعدني للصين واستدامته المفتاح لتحديد مسار الأسعار في النصف الثاني من هذا العام، مع الأخذ في الاعتبار أن أسعار خام الحديد قد تشهد تقلبات نتيجة جانب العرض، نظرا لتواصل تفشي الوباء بمعدلات كبيرة في البرازيل ما يهدد إنتاجها من الخام، إضافة إلى أن عدد من المقاطعات الأسترالية وصل فيها الوباء إلى مستويات دعت الحكومات المحلية إلى إعلان الطوارئ، وحتى الآن فإن التقديرات الدولية تشير إلى أن تكلفة الطن يمكن أن تتجاوز 90 دولار في الربعين المقبلين.
 
مع هذا ترى الباحثة ويندي كيثلي من اتحاد السبائك البريطانية، أن معادن أخرى أسهمت بإيجابية في تحسن أداء القطاع المعدني في النصف الثاني من العام من حيث القيمة وحجم الصفقات المنعقدة، فالصلب استحوذ على 32 في المائة من اجمالي قيمة صفقات النصف الأول من العام.
 
بينما أسهم الألومنيوم بنسبة 9 في المائة من إجمالي حجم صفقات النصف الأول من عام 2020، وكان الانخفاض في حجم الصفقات هو الأقل في القطاع الفرعي من بين جميع القطاعات الفرعية، كما كان لديه صفقتان مدرجتان ضمن أفضل عشر صفقات في سوق المعادن في النصف الأول.
 
وحول أوضاع سوق النحاس تشير ويندي كيثلي إلى أن عدم اليقين يستمر في السيطرة على سوق النحاس، لكن بعد تعرضه للضرر في الربع الأول من العام، فإن قصة المعدن الأحمر تبدو مختلفة في الربع الثاني، إذ أن الأساسيات تتحسن، أما مدى إمكانية الحفاظ على الأسعار الحالية فلم يتضح بعد وفقا لتقديراتها.
 
وبالفعل بدأت أسعار النحاس في الربع الثاني التداول عند 4772 دولارا للطن، وانتهت عند 6038 دولارا أمريكيا، وهو أعلى مستوى في هذه الفترة، وقد ساعد في ذلك التحسن زيادة الطلب الصيني، واضطراب العرض في البلدان المنتجة.
 
لكن أغلب الخبراء يشيرون حاليا إلى أن الزخم الصعودي يقترب من بعض مستويات المقاومة المهمة طويلة الأجل، إذ أن بلوغ السعر 7050 دولارا أمريكيا، قد يترتب عليه تقلبات شديدة في الربع الثالث من العام.
 
وحول أوضاع سوق النيكل فيبدو أن المعدن يواجه عقبات على الرغم من انتعاش الأسعار في الربع الثاني من عام 2020، إذ تعطلت مرافق التعدين وتكرير النيكل على نطاق عالمي من الفلبين إلى كندا.
 
ويتوقع أن ينخفض المعروض بنسبة تزيد عن 1 في المائة على أساس سنوي في عام 2020، إلا أن ارتفاع إنتاج الحديد الزهر من النيكل الأندونيسي ساعد على تعويض الانخفاض في إمدادات النيكل المكرر في أماكن أخرى.
 
وبالفعل فإن متوسط سعر النيكل بلغ 12440 دولارا أمريكيا للطن خلال النصف الأول من العام، وكان أداء سعر المعدن أقل بشكل طفيف من التوقعات، وذلك على الرغم من أن انخفاض الطلب أدى إلى تحول السوق إلى الفائض وتضخم المخزون، ويحتمل أن تتحسن الأسعار قليلا في النصف الثاني من العام مدعومة بانتعاش جزئي للطلب الصيني.
 
مع انخفاض مبيعات السيارات على المستوى الدولي، ومن ثم المركبات التي تعمل بالطاقة الكهربائية انخفض الطلب على الليثيوم والكوبالت لاستخدامهما بشكل ملموس في السيارات الكهربائية.
 
ومع ذلك فإن التوقعات تشير إلى أن مبيعات السيارات في الصين لعام 2020 بأكمله ربما تزيد، فتفشي وباء كورونا عزز أهمية امتلاك سيارة خاصة وجعلها أكثر جاذبية مقارنة بالمواصلات العامة.
 
كما يتوقع أن تنعكس سياسات التحفيز الصينية بشكل طيب على سوق السيارات وخاصة السيارات الكهربائية، ويلاحظ أن أسعار الليثيوم والكوبالت زادت خاصة في الصين نتيجة نقص العمالة، ومن ثم انخفاض الإنتاج، وزيادة التكاليف اللوجستية للنقل، ونظرا لأن مصافي تكرير الليثيوم والكوبالت تمتلك مخزونات كافية للحفاظ على إنتاجها في الوقت الحالي، فإن المتوقع أن يحافظ المعدنان على أوضاعهما الراهنة.



اسفل الاخبار
arkan
incosteel news
infit- news
soy

اخبار متعلقة

إنخفاض إنتاج حديد التسليح في الصين بنسبة 14.3 % في الفترة من يناير إلى أكتوبر
المشاهدة(92)

وفقًا للمكتب الوطني للإحصاء في الصين، بلغ إجمالي إنتاج حديد التسليح في الصين 162.813 مليون طن في الفترة من يناير إلى أكتوبر من هذا العام، بانخفاض 14.3% على أساس سنوي. وفي الفترة المحددة، بلغ إنتاج لفائف الصلب المحلية 112.544...المزيد

إرتفاع إنتاج الصين من الصاج الساخن بنسبة 2.2 % في الفترة من يناير إلى أكتوبر
المشاهدة(92)

في الفترة من يناير إلى أكتوبر من هذا العام، بلغ إنتاج الصين من الصاج الساخن 177.7 مليون طن، بزيادة 2.2 % على أساس سنوي، وفقًا للمكتب الوطني للإحصاء في الصين.المزيد

إرتفاع إنتاج خام الحديد في الصين بنسبة 2.8 % في الفترة من يناير إلى أكتوبر من العام الجاري
المشاهدة(1083)

في الفترة من يناير إلى أكتوبر من هذا العام، بلغ إنتاج خام الحديد في الصين 871.544 مليون طن ، بزيادة 2.8% على أساس سنوي، وفقًا للمكتب الوطني للإحصاء في الصين.المزيد

اضف تعليق