معترك إنشائي صناعي بتروكيماوي وبترولي وغازي ومعدني هائل جداً يتدفق بالمملكة حالياً ليس فقط في المدينتين الصناعيتين الجبيل وينبع أو المدن الاقتصادية الصناعية الجديدة بل في منطقة صناعية إستراتيجية جديدة بزغ فجرها مؤخراً لتتاخم قلعة الصناعات الجبيل وبالتحديد إلى الشمال منها حيث أضحت هذه المنطقة من أهم مواقع التصنيع في العالم حيث تلتقي الصناعات الكيميائية مع النفط والغاز والطاقة والتعدين مشكلة ثورة استثمارية جبارة لم يشهد العالم لها مثيل حيث تتجاوز استثماراتها 100مليار ريال وتشمل مشاريع أرامكو في جزيرة رأس أبو علي وفي الخرسانية والفاضلي ومشاريع رأس الزور وأخيراً مشاريع منيفة الضخمة جداً.
ومشاريع منيفة لوحدها يضخ من أجلها نحو سبعة مليارات ريال تمثل إنشاءات صناعية باهرة لقيام مدينة صناعية جديدة جزء على اليابسة وآخر فوق مياه الخليج وعلى اليابسة حيث يتكاتف عدد من كبريات شركات الإنشاءات العالمية لتطوير حقل منيفة من ضمنها تصميم وبناء وتجهيز مرافق إنتاج بحرية لتطوير حقل منيفة المغمور بمياه الخليج ليصبح قادرا على إنتاج 900ألف برميل في اليوم من الزيت العربي الثقيل إلى جانب إنتاج 120مليون قدم قياسية مكعبة في اليوم من الغاز المصاحب التي سيتم نقلها للمعالجة في معمل الغاز في الخرسانية التابع لأرامكو بحلول منتصف عام 2011م. يصاحبها إقامة جسر يبلغ طوله 41كيلو متراً وإنشاء 27جزيرة حفر في المياة الضحلة وهذا الجسر يمثل الركيزة الحيوية الأولى والأساسية في هذا المشروع حيث يقع عدد كبير من الآبار التطويرية في منيفة في مناطق مغمورة ضحلة لا تناسب استخدام السفن لغرض تركيب المنصات البحرية وأجزائها المغمورة، وسيكون هذا الجسر عبارة عن شريان رئيسي بطول 21كيلومتراً وجسور متفرعة منه يصل طولها الإجمالي إلى 20كيلومتراً تصل الشريان الرئيسي بجزر الحفر. وأعمال هذا المشروع الجبار تسير دون أدنى معوقات ووفق الجدول الزمني والخطط الموضوع له والمقرر إنجازه منتصف 2011م ليجسد سياسة ارامكو تجاه تنفيذ المشاريع العملاقة وقدراتها الفذة في ترويضها سعياً لإنفاذ وعودها وتعهداتها لتلبية احتياجات العالم وتزويده بالطاقة والمواد الهيدروكربونية لرفع مستوى المعيشة وتعزيز النمو الاقتصادي المحلي والعالمي من خلال إنجاز مشروع تطوير حقل منيفة في الوقت المحدد وفي حدود الميزانية المعتمدة. ويتضمن أعمال الإنشاءات تشييد 7منصات بحرية لحقن مياه البحر في آبار الزيت، وإنشاء 6أخرى لإنتاج الزيت الخام بالإضافة إلى إدخال تعديلات على المنصات القائمة الست والعشرين الخاصة بمراقبة ضغط المكامن. وتشمل الأعمال في مشروع المنيفة تشييد مرافق المعالجة المركزية ومعمل فرز الغاز من الزيت الأساسي ومعامل المنافع وتأمين المياه ومرفق لحقن المياه ( 1.74مليون برميل في اليوم) وإنشاء منصات في المناطق المغمورة (الجزء المغمور من المنصات البحرية والمنصات البحرية ومضخات كهربائية غاطسة) وكذلك الحقن بالزيت الخام/المياه (خطوط رئيسية وخطوط جريان وكابلات كهربائية) وخطوط أنابيب لمراحل ما بعد الإنتاج (إلى معمل الغاز في الخرسانية وفرضتي رأس تنورة والجعيمة) وتحديث مرافق الغاز في معمل الغاز في الخرسانية (لمساندة الزيادة في جريان الغاز من حقل المنيفة) وتشييد جسر (من أجل إيصال المنصات البحرية في المناطق المغمورة الضحلة بعضها البعض). وقد ساهم هذا المشروع في تصعيد حجم حاجة ارامكو لمعدات الحفر إلى لأكثر من 113آلة حفر متكاملة بعد أن كانت حاجتها بحدود 90جهاز حفر وذلك بمقدار نمو بلغ 26% ويشمل هذا العدد ستة أجهزة للتنقيب و75جهازاً تطويرياً ( 65على اليابسة و 10في المنطقة المغمورة) بالإضافة إلى نشر 32جهاز صيانة وحفر 368بئراً تطويرية و 13بئراً تنقيبية فيما أعيد حفر 206آبار وتم الانتهاء من صيانة 136بئراً وتواصلت أعمال الحفر في مشروعات أبوحدرية والفاضلي والخرسانية حيث جرى حفر 54بئراً، كما بدأ الحفر في ثلاثة مشروعات أخرى لزيادة الإنتاج في خريص والشيبة والنعيم وبدأ العمل في مشروع الحفر ضمن مشروع غاز الحوية الذي يشمل حفر 32بئراً. وأضاف المشروع رقم 3في حرض 300ألف برميل من الزيت العربي الخفيف و 140مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز المرافق إلى إنتاج حقل الغوار أما حقل خريص الذي يعد رابع أكبر حقول الزيت الخام في العالم فينتج 1.2مليون برميل يومياً من الزيت العربي الخفيف وتشمل المرافق المرتبطة به مرافق لنزع الماء والضغط ل 450مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز وزيادة طاقة حقن مياه البحر في منطقة الأعمال الجنوبية بمقدار 4.5ملايين برميل يومياً لمساندة ضغط المكمن في حقلي خريص والغوار وستتم زيادة طاقة خط أنابيب سوائل الغاز الطبيعي شرق وغرب من 425ألف إلى 555ألف برميل في اليوم لاستيعاب الزيادة في إنتاج سوائل الغاز الطبيعي. وإلى منطقة متاخمة لمشروع منيفة تتأهب أرامكو السعودية لتدشين لحقل الخرسانية البترولي العملاق والذي أتمم عملياته الإنشائية وسوف يضخ طاقة 500ألف برميل يومياً من مزيج الزيت العربي الخفيف وبليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي بالإضافة إلى سوائل الغاز وتعتبر ارامكو حقل الخرسانية واحداً من أهم المشاريع الرامية إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للمملكة لتصل إلى 12.5مليون برميل يومياً بحلول عام 2009م ويقوم المشروع بإنتاج وتجميع الزيت والغاز من ثلاثة حقول وهي الخرسانية وأبو حدرية والفاضلي. ويعد مشروع الخرسانية واحداً من أهم المشروعات التي يجري تنفيذها بالعالم وقد حقق إنجازاً وسبقاً عن غيره من المشروعات البترولية الكبيرة ومنها إستراتيجية التعاقد المبكر لتسريع تنفيذ الأعمال التصميمية والهندسية والإنشائية وكونه المشروع الأول الذي يضم في سياج واحد معملين كبيرين أحدهما للزيت والآخر للغاز وما يؤدي إليه ذلك من فرص للتكامل وتحقيق كفاءة إضافية في الإنشاء والتشغيل والصيانة. ويستخدم المشروع ابتكارات تقنية وأفضل الممارسات والمفاهيم الجديدة التي يتم تطبيقها في مجال حفر الآبار وتطوير الحقول بما يساعد على اختصار الزمن ويجعلها آباراً وحقولاً ذكية في عرف الصناعة البترولية إضافة إلى رفع مستوى المحافظة على البيئة. وقد تم تجهيز معمل حقن المياه ومرافق إنتاج الزيت في مشروع الخرسانية وتحقق العديد من الإنجازات على صعيد الإنشاءات في المشروع والذي يتولاه عدد من شركات المقاولات الرئيسة وتشمل (سنام بروجيتي) التي تتولى إنشاء مرافق إنتاج الزيت و(بكتل آند تكنيب) التي تتولى تنفيذ مرافق معالجة الغاز و(تكنيت) التي تتولى إنشاء خطوط أنابيب الإنتاج والتكرير و(سوميتومو كوربوريشن) التي تنفذ مرافق وأنظمة الاتصالات والأمن. وقد أنجزت أرامكو تمديد خطوط أنابيب الإنتاج والتكرير بتنفيذ شركة تكنيت في حين أتمت شركة سوميتومو كوربوريشن بالتعاون مع جميع المقاولين في البرنامج تنفيذ أنظمة الاتصالات والأمن حيث تم تجربة هذه الأنظمة لمساندة بدء تشغيل معمل حقن المياه ومرافق إنتاج الزيت وفيما يتعلق بمعمل الغاز فهو مشروع مشترك بين شركتي بكتل وتكنيب. ويتضمن مشروع الخرسانية إنشاء مرافق جديدة لإنتاج نصف مليون برميل في اليوم من مزيج الزيت العربي الخفيف القادم من حقول أبو حدرية والفاضلي والخرسانية. وسوف يتم شحن الغاز والزيت الخام بعد تركيزهما إلى ساحة الخزانات في الجعمية لتصديرهما. كما يتضمن البرنامج إنشاء معمل جديد لمعالجة بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز المرافق لإنتاج الزيت في المنطقة الشمالية وكذلك إنتاج 80ألف برميل في اليوم من المكثفات. وسوف يتم دفع غاز البيع إلى شبكة الغاز الرئيسة فيما سيتم نقل الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي إلى معمل الغاز في الجعيمة لمزيد من المعالجة. وإضافة إلى ذلك، يتضمن البرنامج إنشاء مجموعة من المنافع المركزية تشمل وحدتين للتوليد المشترك بطاقة 150ميغاواط لكل منهما، ومرافق لمعالجة المياه وتوليد البخار لخدمة مرافق إنتاج الزيت ومعمل الغاز في الخرسانية. وتتطلع ارامكو أيضاً خلال عام 2008م ضخ إمداد كمية إضافية تبلغ 300ألف برميل في اليوم وذلك عن طريق توسعة الحقول في الشيبة والمنطقة الوسطى. ومن المقرر أن تبدأ في عام 2009م حقبة جديدة ستشهد زيادة هائلة في الإنتاج تبلغ 1.2مليون برميل في اليوم من الخام العربي الخفيف في حقل خريص. إضافة إلى ذلك أنجزت شركتي "راي مكديرمت" الشرق الأوسط والشركة التابعة لها شركة "مكديرمت" العربية المتحدة أعمال تصاميم تفصيلية وتأمين مواد وتصنيع وأعمال نقل وتركيب مرافق إنتاج للزيت في المناطق المغمورة بمياه الخليج ومد خط أنابيب لنقل الغاز من جزيرة أبو علي إلى مشروع الخرسانية. وتضمنت الأعمال المنجزة تنفيذ منشآت مساندة لأعمال الحفر في حقل الظلوف في المنطقة المغمورة بمياه الخليج وبناء منصة إنتاج جديدة خاصة برأس بئر في حقل السفانية الأوسط لمساندة أعمال بدء تشغيل المشروع إضافة إلى تركيب ثلاثة رؤوس آبار إضافية في وسط حقل السفانية وحقل الظلوف وتعمل خطوط جريان جديدة خاصة بهذا المشروع بإيصال المنصات المذكورة بمنصات الوصلات الفرعية الموجودة في المنطقة المغمورة. وتم تصميم وتأمين وتركيب منصة وصلات فرعية جديدة من أجل مساندة أعمال الإنتاج المتزايدة في حقل السفانية الأوسط بالإضافة إلى خط رئيس بقطر يبلغ 24بوصة بين هذه المنصة والوصلة المغمورة في الخط الرئيس الجديد الذي يبلغ قطره 42بوصة متجهة إلى معمل الغاز في الخرسانية. كما تم إنجاز خط أنابيب يبلغ طوله 22كيلومتراً تقريباً لنقل الغاز من جزيرة أبوعلي إلى معمل الغاز في الخرسانية وهو جزء من خط أنابيب الغاز الذي يبلغ قطره 30بوصة ويمتد من جزيرة أبو علي إلى معمل الغاز في الخرسانية ويعتبر هذا الجزء المغمور جزءاً من خط الأنابيب الجديد الذي يبلغ طوله 66كيلومتراً والذي سيقوم بنقل 220مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز من معمل أبو علي لفرز الغاز من الزيت إلى معمل الغاز في الخرسانية. وكانت ارامكو قد أنجزت مشروع إنشاء وسائل الدفع الاصطناعية في حقل السفانية بوضع سطح منصة السفانية البحرية تي بي- 17في موضعه بنجاح في الركائز القاعية ( 950طناً مترياً) التي ترتفع عن قاع البحر مسافة 26متراً حيث تم الاستعانة بالسفينة إتش إل إس- 2000لرفع المعدات الثقيلة ووضع سطح المنصة البحرية الذي يزن 2100طن في موقعه وتم إنشاء خط أنابيب رئيس جديد بطول 50كيلومتراً وقطر 42بوصة لنقل الكمية الإضافية من الزيت الخام والبالغة 150ألف برميل في اليوم من المنصة الجديدة تي بي- 17إلى معمل فرز الغاز من الزيت الواقع على اليابسة. كما تم الانتهاء من أعمال الحفر والإنشاء لخط الأنابيب على اليابسة ومد خط الأنابيب في المنطقة المغمورة. وتم تحديث 7منصات إنتاج قائمة في حقل السفانية من خلال تزويدها بجسور جديدة خفيفة وشملت عملية التحديث تركيب مضخات كهربائية غاطسة جديدة مع المعدات التابعة لها والقادرة على مراقبة الإنتاج في قاع البئر واستخدام كابلات بحرية جديدة لتزويدها بالكهرباء. وتم ربط المنصة تي بي- 17الجديدة بخطوط أنابيب جانبية قطرها 16بوصة من منصتي حفر وعدة خطوط جريان مرنة جانبية من أربع منصات قائمة. الجدير بالذكر أن مشروع الخرسانية يعمل فيه ما بين 15و 20شركة مقاولات في مجال توفير الأيدي العاملة وتأمين المواد وإنشاء المرافق. وقد وصل عدد الأيدي العاملة متعددة الجنسيات في المشروع لأكثر من 30ألف موظف لإنجاز هذا المشروع العملاق الذي يوفر وظائف لأكثر من 2.800موظف سعودي. واستهلك المشروع نحو نصف مليون متر مكعب من الأسمنت وأكثر من 95ألف طن من حديد التسليح إلى جانب تمديد 1.500كيلومتر من خطوط الأنابيب و 6آلاف كيلومتر من خطوط الكهرباء و 200كيلومتر من كوابل الألياف البصرية و 800كيلومتر من خطوط الهاتف وخطوط الأنابيب.يتحول قطاع العقارات في السعودية ليصبح مساهماً أساسياً في تحقيق استراتيجية تنويع اقتصاد البلاد بعيداً عن النفط، حيث بلغت حصة الأنشطة العقارية في الناتج المحلي 11% في 2023، فيما سجلت الصفقات العقارية منذ بداية العام...المزيد
باتت الطاقة المتجددة قطاعاً محورياً ضمن جهود تنويع الاقتصاد في السعودية، وواحداً من القطاعات التي تعزز مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي للمملكة، حسبما أفاد تقرير جديد للشركة الاستشارية "بي دبليو سي"...المزيد
لقاء منصة الصلب العربية مع الأستاذ عبد الرحمن عطية، المدير التنفيذي لشركة أركان الصلب ، للحديث عن مشاركتهم في مؤتمر "فاست ماركتس 2024" وأهمية تواجدهم المستمر في هذا الحدث الهام. المزيد