تعتبر صناعة الحديد والصلب من أهم الصناعات الإستراتيجية داخل الاقتصاد الوطني، حيث تقوم بدور رئيسي في التنمية الصناعية والاقتصادية لكل بلد على حدا. وتعد الشركة الوطنية لصناعة الصلب والحديد، والمعروفة بشركة "صوناصيد" التي تأسست سنة 1974 وانطلقت في عملية الإنتاج بدء من سنة 1984، بطاقة إنتاجية ناهزت420 ألف طن، من كبريات الشركات بالمغرب، إذ تساهم في تزويد السوق الداخلية وكذا الخارجية من إنتاجها وهي شركة مدرجة بالبورصة المغربية. كما أنها تعد من المنشآت الصناعية الهامة على مستوى إقليم الناظور التي جعلت منه يحتضن ما يناهز 166 وحدة صناعية تمثل 45% من مجموع القاعدة المقاولاتية والصناعية بالجهة الشرقية. 

 

ورغم الأزمة العالمية وارتفاع تكاليف الإنتاج، لازالت شركة "صوناصيد" تحقق أرباحا مهمة، إذ بلغت أرباح هذه الشركة ما قيمته 123 مليون درهم خلال النصف الأول من سنة 2014. وسجل رقم معاملات الشركة المذكورة 2.5 مليار درهم. فيما بلغت قيمة نتيجة الاستغلال ما يقرب 148 مليون درهم خلال نفس الفترة. 

 

"صوناصيد"، وبالنظر للأهمية التي تحتلها في النسيج الاقتصادي الوطني، كما يتبين من خلال الأرقام القائمة في هذا الصدد، لازال وضعها يطرح العديد من الأسئلة المتعلقة بمدى مساهمتها في تطوير وتنمية الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وكذا مدى استثمار حجم من الأرباح التي تحققها في دعم الأنشطة الثقافية والرياضية بالمنطقة. إضافة إلى الدور الذي من المفروض أن تقوم به في توسيع القاعدة الإنتاجية لمركب الصلب والحديد بسلوان عبر إنشاء مركبات أخرى بدل نقلها إلى مناطق ومدن أخرى، على غرار مثلا الجرف الأصفر الذي أصبح يشكل قاعدة لتوسع شركة "صوناصيد". 

 

وإذا كان تشغيل اليد العاملة من مؤشرات المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فهناك آليات وقنوات أخرى لتحقيق مزيد من هذه المساهمة لتشمل دعم الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية بالناظور، على غرار المؤسسات والشركات الأخرى وفي مدن غير الناظور، حيث تساهم بنسبة من أرباحها في تعزيز المنشآت والمبادرات الإنسانية والاجتماعية. فهل ستكون شركة "صوناصيد" نموذج لمثل هذا الحرص على المساهمة في تحقيق التنمية بدل الاقتصار على تحقيق الأرباح فقط؟. 

 

 

.............

ناظورسيتي