كشف رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للصلب (صلب)، خالد القديري، أن إنشاء مشروع حديد التسليح في البحرين ينتظر توافر الغاز والكهرباء، وأن عدم الحصول على الغاز قد يساهم في نقل المشروع إلى دولة خليجية أخرى.

وأبلغ القديري الصحافيين على هامش توقيع اتفاقية تمويل بمبلغ 373 مليون دولار لشركة «صلب» أن مناقصة المشروع تم طرحها، حيث سيتم تشييد المصنع في موقع «صلب» نفسه في المنطقة الصناعية بالحد.

وأفاد بأن «المشروع الجديد سيكون حديد تسليح، وسيقام في الموقع نفسه. تم طرح المناقصة، ولكن هناك أشياء تم طلبها من الحكومة البحرينية مثل الغاز والكهرباء، ونحن ننتظر وإذا حصلنا عليها سنقوم بتشييد المصنع.

وأضاف «نحن في انتظار الغاز، وهو الأهم، لأن المشروع يحتاج إلى غاز، وإذا حصلنا عليه سنقوم بعمله في البحرين، وإذا لم نحصل عليه سنذهب إلى دول خليجية أخرى. إذا قالت الحكومة البحرينية لا يوجد، سنقوم بدراسة في أي دولة سيقام هذا المشروع».
وتعتزم البحرين استيراد الغاز المسال عن طريق البواخر، وتعمل على بناء ميناء خصيصاً لهذا الغرض، ولكنه لن يكتمل حتى منتصف العام 2014. غير أن المملكة تحاول جاهدة كذلك مضاعفة إنتاج الغاز الطبيعي من خلال تحالفات مع شركات أجنبية لتطوير حقل البحرين وحفر آبار جديدة.

وبين القديري، وهو أيضاً رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الخليج للاستثمار الصناعي، بأن الشركة «تتحدث دائماً مع وزير الصناعة بشأن المشروع الذي يخدم البحرين».
وشرح بأن الشركة بدأت عملها في البحرين منذ العام 1984، «ولدينا تكنولوجيا ضخمة، ونقوم بتصدير التكنولوجيا البحرينية إلى الخارج، إذ قمنا بنقلها إلى مصر وسلطنة عمان، ولدينا مكاتب أبحاث ودراسات، حتى أصبح منتج الشركة أفضل منتج في العالم».

وتطرق القديري إلى تسويق منتجات مصنع صلب الجديد فبين أن المشروع «هو الوحيد في العالم الذي ينتج مقاطع ثقيلة، وسيغطي نحو 20 في المئة من احتياجات دول الخليج العربية، التي تحتاج إلى 4 ملايين طن.

وقد وقعت «صلب» والشركة اليابانية ياماتو كوقيو اتفاقية العقود الهندسية والإنشاء لبناء أول مصنع متكامل لإنتاج المقاطع الحديدية في البحرين بكلفة تبلغ 1,2 مليار دولار في شهر مارس/ آذار العام 2010.

وشركة صلب، هي مشروع مشترك بين شركة الخليج القابضة للفولاذ (فولاذ) والشركة اليابانية. وستملك فولاذ 51 في المئة في المشروع الجديد في حين تملك شركة ياماتو 49 في المئة. والمشروع هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، التي يزيد الطلب فيها إلى أكثر من 4 ملايين طن.

وقد تم ترسية العقد على شركة كوبي (Kobe) اليابانية وشركة ميدريكس (Midrex) الأميركية لبناء مصنع الحديد الأسفنجي (DRI) بطاقة إنتاجية تبلغ 1,5 مليون طن في السنة، يمكن زيادتها إلى 1,8 مليون طن. ومن المقرر أن يكتمل المشروع خلال 30 شهراً.
كما وقع عقد ثانٍ مع شركة إس إم إس ميير (SMS Meer) وإس إم إس كونكاست (SMS Concast) الألمانيتين وشركة سامسونج الهندسية (Samsung Engineering) لبناء فرن صهر ودرفلة الحديد بطاقة إنتاجية تبلغ نحو مليون طن في السنة، يمكن زيادتها إلى 1,2 مليون طن.

وأفاد القديري بأن التمويل البالغ 373 مليون دولار هو مناصفة بين بنك بي إن بي باريبا وبنك سوسيتيه جنرال، في حين تبلغ مدته نحو 7 سنوات. ويهدف القرض إلى تمويل مشاريع «صلب» التي يبلغ مجموع استثماراتها 1,4 مليار دولار في البحرين والمملكة العربية السعودية.

وتعتبر شركة صلب من خلال شركة فولاذ من الشركات الفريدة في العالم المتكاملة الوحدات الإنتاجية بدءاً من إنتاج كريات الحديد حتى المنتج النهائي مقاطع الحديد، سواء الخفيفة والمتوسطة أو الثقيلة، في الموقع نفسه.

وعند بلوغ المصنع طاقته التشغيلية الكاملة، فمن المتوقع أن يغطي نحو 20 في المئة من الواردات الحالية لمقاطع الصلب الثقيلة والمتوسطة الحجم لأسواق الشرق الأوسط. كما ستوفر شركات صلب وفولاذ نحو 2000 فرصة عمل، وتعمل الشركة على أن يكون 70 في المئة من هذه الوظائف للبحرينيين.

وعلق القديري على التمويل لشركة صلب فأوضح أن هذا دليل على ثقتهم في المشروع وكذلك ثقتهم في حكومة البحرين.

وكان القديري، وهو أيضاً نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة «فولاذ» قد بين أن مجلس إدارة الشركة المتحدة للستانلس ستيل (يوسكو) والتابعة للمجموعة، قرر إغلاق المصنع ودراسة تحويل نشاطه إلى حديد التسليح بدلاً من منتجات الستانلس ستيل.

وأفاد بأنه إذا تم المضي في عملية التحويل فإنها قد تستغرق نحو ثلاث سنوات إذ إن العملية تتطلب فترة دراسة لن تقل عن ستة أشهر في حين عملية التحويل نفسها على أرض الواقع تتطلب عملياً ما لا يقل عن سنتين إلى جانب استثمارات تصل إلى 200 مليون دولار.

وقال القديري إن صناعة الستانلس ستيل تواجه صعوبات عالمية وإن هذه المشكلة لا تتعلق بشركة «يوسكو» فقط بل بأكبر شركات الستانلس ستيل في العالم «أكبر شركة في العالم وهي ألمانية تكبدت على مدى السنوات الماضية خسائر تفوق ثلاثة مليارات دولار».
والمصنع هو الأكبر في المنطقة الواقعة بين الهند وأوروبا في مجال الستانلس ستيل وأقيم في منطقة الحد الصناعية على مساحة 88 ألف متر مربع، وتتجاوز طاقته الإنتاجية 90 ألف طن من صناعات: الستانلس ستيل» وينتج صفائح ذات أحجام مختلفة ومنتجات لكسو المباني والمصاعد والأواني المنزلية.

وكان قد تم الاتفاق مع شركة «Temsor» لضمان تسويق ما نسبته 13 في المئة من إجمالي التصنيع، وهذا التسويق سيكون لعشر سنوات بعد إقامة المصنع وبدء الإنتاج.

.................................
المصدر : الوسط البحرين