عمالقة التعدين في ورطة بعد تراجع طلب الصين على الحديد

أخبار عالمية

عمالقة التعدين في ورطة بعد تراجع طلب الصين على الحديد

السبت 22 فبراير 2025 12:27 مساءً المشاهدة(23525)

استفادت أكبر شركات التعدين حول العالم من الارتفاع الكبير في طلب الصين على خام الحديد فيما مضى، لكنها بدأت تتضرر من تبعات التحديات الاقتصادية التي تواجهها الصين حالياً، إذ تُعد البلاد أكبر عملائها.

أعلنت شركات "بي إتش بي غروب" و"ريو تينتو" و"فورتيسكيو" (Fortescue) الأسترالية، و"فالي" البرازيلية هذا الأسبوع عن تراجع أرباحها، بعدما انخفاض أسعار المعدن الأساسي لصنع الصلب في ظل استمرار أزمة العقارات في الصين، وتأثيرها على طلب التشييد والبناء في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وكانت الشركات الأكثر استثماراً في خام الحديد الأشد تضرراً.

كان خام الحديد أحد السلع الأساسية الأسوأ أداءً في 2024، حيث انخفض سعر الحديد بأكثر من الربع، وتراجع متوسط أسعار العقود المستقبلية القياسية بنحو 7% عن العام السابق. فيما تجاوزت الأسعار في بورصة سنغافورة مستوى 140 دولاراً للطن، قبل أن تنخفض إلى نحو 100 دولار للطن، ويتوقع المحللون أن يستمر الانخفاض لأقل من 90 دولاراً للطن بنهاية 2025.

الصين وطلب الحديد

تشير ترجيحات إلى أن الطلب على الصلب في الصين بلغ ذروته خلال الفترة الحالية، وأن انخفاضه يشير لتراجع الطلب على خام الحديد. ورغم أن البلاد تواصل استيراد أكثر من مليار طن سنوياً، فإن نقطة التحول المتوقعة لم تحدث بعد.

تتعرض مصانع الصلب لضغوط مالية متزايدة، ويُستبعد أن تقدم الحكومة تحفيزاً من شأنه أن يعطي قطاع البناء دفعة كبيرة. كما يُتوقع أن يؤثر تصاعد النزعة الحمائية في أنحاء العالم سلبياً على صادرات الصلب من الصين.

لا يشكل انخفاض الطلب مصدر الضغط الوحيد على أسعار خام الحديد، إذ يُرجح أن يرتفع العرض أيضاً، مع توقع بدء تشغيل مشروع "سيماندو" العملاق في غينيا في وقت لاحق هذا العام، إضافة إلى زيادة الإنتاج في أستراليا والبرازيل.

أوضحت جيانغ منغتيان، كبيرة محللي خام الحديد لدى شركة الاستشارات "هورايزون إنسايتس" (Horizon Insights) المقيمة في شنغهاي، أن الشركات الأصغر حجماً والأعلى تكلفة ستكون الأشد تضرراً، وأن "عملية الضغط على الأرباح ستؤدي تدريجياً إلى تغير في قطاعات الإنتاج الأولية، بالأخص مع توقع ارتفاع القدرة الإنتاجية لمناجم خام الحديد بنحو 46 مليون طن في 2025".

شركات التعدين تتضرر

رغم أن انخفاض التكاليف يوفر حماية نسبية لشركات التعدين الكبرى، إلا أن الأزمة طالتها أيضاً؛ فحققت "بي إتش بي" أرباحاً قياسية خلال العام المنتهي في يونيو 2022 بفضل الارتفاع الكبير في الطلب على خام الحديد، لكن الأرباح السنوية انخفضت بأكثر من النصف منذ ذلك الحين، فيما انخفضت أرباح "ريو تينتو" السنوية من العنصر المستخدم في صنع الصلب 19% مقارنة بعام 2023، رغم استقرار مستويات الإنتاج.

أمضت الشركتان الأستراليتان العملاقتان عقوداً في توسعة مناجم خام الحديد، ما يمكنهما من تحقيق أرباح حتى في حالة انخفاض الأسعار، كما تنتهجان استراتيجية أكثر تنويعاً مقارنة ببعض نظرائهما، حيث تشكل المعادن الأخرى مصدر معظم إيرادات "بي إتش بي" وأكثر من 40% من إيرادات "ريو تينتو".

وأشار كريس لافمينا، المحلل لدى "جيفريز فاينانشيال غروب"، في مذكرة بحثية إلى أن "(ريو تينتو) مستعدة لمواصلة تحقيق تدفقات نقدية كبيرة من نشاطها في خام الحديد، فيما تحافظ وتعزز قدرتها على الاستفادة من ارتفاع أسعار النحاس والألمنيوم عند بدء دورة الطلب المقبلة".

سجلت "بي إتش بي" و"ريو تينتو" تراجع إجمالي الربح 23% و8% على التوالي، غير أن شركات التعدين الأكثر انكشافاً على الحديد، مثل "فالي" البرازيلية و"فورتيسكيو" الأسترالية، كان وضعها أسوأ؛ إذ تعتمد "فالي" على خام الحديد لتحقيق 80% من إيراداتها، وشهدت تراجع مقياس لأحدث أرباحها الفصلية بنسبة 41%، بينما سجلت "فورتيسكيو"، المتخصصة في خام الحديد وحده، انخفاضاً بنسبة 53% خلال النصف الأول من العام.

المصـــدر: إقتصاد الشرق – بلومبرغ

اخبار متعلقة

جمعية منتجي الصلب التركية: انخفاض نسبة صادرات الصلب إلى وارداته إلى 72.63% خلال شهري يناير وفبراير
المشاهدة(656)

وفقًا لبيان صادر عن جمعية منتجي الصلب التركية (TCUD)، انخفض إنتاج الصلب الخام في تركيا في فبراير من هذا العام بنسبة 5.6% على أساس سنوي ليصل إلى 2.9 مليون طن، بينما انخفض الإنتاج في الشهرين الأولين بنسبة 3.7% على أساس سنوي ليصل...المزيد