مصر : مصانع الحديد تستعد للخروج من النفق المظلم بعد اكتشافات الغاز فى 2018
الاثنين 30 أكتوبر 2017 10:24 صباحاً المشاهدة(1765)
تستعد مصانع الحديد المحلية للخروج من «النفق المظلم» الذى دخلته على مدار العامين الماضيين، نتيجة تراجع الطلب وارتفاع أسعار الغاز وزيادة أسعار خام البيليت، فى الوقت الذى تشهد فيه خريطة صناعة الصلب فى العالم العربى تطورات كبرى بدعم من نمو الطلب وزيادة الطاقات الإنتاجية لعدد كبير من المصانع فى المنطقة، تزامناً مع إعادة إعمار سوريا والعراق، ووسط منافسة شرسة مع اللاعبين الدوليين فى الصناعة.
وكشفت جلسات «قمة الصلب العربى» السنوية، التى تعقد حالياً فى العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية الدار البيضاء خلال الفترة من 24 إلى 27 أكتوبر، عن تحركات مكثفة من جانب اللاعبين الأساسيين فى صناعة الصلب العربى لتطوير وتعميق الصناعة بهدف خفض كميات الواردات من المنتجات النهائية والمواد الخام على حد سواء، خاصة أنه على الرغم من تطور الصناعة على مدار العقدين الماضيين فإن العالم العربى لا يزال يعتمد على الاستيراد لتلبية احتياجاته.
وعلى المستوى المحلى فإنه وعلى الرغم من الارتفاعات القياسية التى شهدتها أسعار الحديد فى مصر، بدافع من القفزات الكبيرة فى أسعار خام البيليت على مدار الأشهر الماضية، هناك اتجاه لاستقرار الأسعار نتيجة الاستقرار النسبى فى أسعار البيليت العالمية، وتوقعات انخفاض أسعار الغاز فى العام المقبل.
تطورات فى خريطة إنتاج الحديد بالعالم العربى.. وإعادة إعمار سوريا والعراق تفتح شهية المنتجين.. و«قمة الصلب»: 5 مصانع عربية تنتج 40 مليون طن
وبحسب ورقة العمل التى عرضها جورج متّى، رئيس قطاع التسويق بمجموعة «حديد عز» خلال «قمة الصلب» -حصلت «الوطن» على نسخة منها- فمن المتوقع أن تنخفض أسعار الغاز الطبيعى العام المقبل بعد البدء فى تشغيل اكتشافات الغاز الجديدة، وهو ما سوف ينعكس فى شكل استغناء عدد من المصانع عن استيراد البيليت نتيجة تصنيعه محلياً.
وأكد «متّى» أن قيام الحكومة ممثلة فى وزارة التجارة بحماية سوق الصلب فى مصر، عبر فرض رسوم إغراق مؤقتة على واردات حديد التسليح من عدة دول، سينتج عنه انخفاض جوهرى فى واردات حديد التسليح يصل إلى 80% وهو ما سوف يستفيد منه المنتجون المحليون. وأوضح أن مصر تعد أكبر منتج ومستهلك للصلب فى المنطقة، وأن الطلب على الصلب فى مصر نما بشكل سريع بعد انتهاء حالة عدم الاستقرار السياسية، كما أنه من المتوقع أن يتسارع بشكل أكبر، مشيراً إلى أن برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى يتم تطبيقه لتسريع معدلات النمو أدى إلى ارتفاع معدل التضخم وبلوغه معدلات غير مسبوقة تسببت فى تقليص القدرة الشرائية والاستهلاك الخاص بالأفراد الذى يمثل نحو 40% من إجمالى الاستهلاك.
وتوقع «متّى» تراجع الطلب على الحديد بنهاية العام الحالى بنسبة 9%، على أن يبدأ استئناف النمو فى العام المقبل، وكشف عن أن مصانع الحديد المصرية واجهت الانكماش فى الطلب مقارنة بالعام الماضى، نتيجة قرار تحرير سعر الصرف، لكنه أكد أن هذا الانكماش بدأ فى التراجع خلال الفترة القليلة الماضية تزامناً مع إطلاق المشروعات القومية الخاصة بالبنية التحتية. وقال مدير التسويق بمجموعة حديد عز إن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعى يعنى بالضرورة أن الطاقات الإنتاجية الموجودة من «أفران الاختزال المباشر» (مصانع الحديد الإسفنجى) غير اقتصادية، وأن المنتجين يفضلون استيراد المنتجات نصف النهائية (البيليت) لإنتاج منتجات الصلب، تجنباً للخسائر.
وعلى المستوى العربى، فإن هناك توقعات بأن تسهم التطورات الجارية داخل الصناعة فى خفض الاعتماد على الخامات والمنتجات النهائية المستوردة، وبحسب ورقة العمل فإن حجم الطلب على الصلب بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلغ نحو 53.5 مليون طن فى 2016، بما يمثل نسبة 3.5% من حجم الطلب العالمى، كما أن الأسواق الرئيسية للطلب بالمنطقة تتمثل فى السعودية والإمارات ومصر وتشكل فى مجموعها نحو 60% من إجمالى الاستهلاك أو الطلب.
«متّى»: «التعويم» والخفض المتوقع لسعر الطاقة يعززان فرص نمو الإنتاج.. وتوقعات السيطرة على عجز الموازنة فى دول المنطقة تسهم فى زيادة النمو الاقتصادى
ولفت «متى» إلى أن نقص المواد الخام المتاحة محلياً وتوافر الغاز كانا السبب الرئيسى للاتجاه للإنتاج عبر الاختزال المباشر (إنتاج البيليت)، خاصة فى دول السعودية ومصر وقطر وعمان وليبيا والجزائر، مشيراً فى الوقت ذاته إلى أن الطلب على منتجات الصلب ما زال حتى الآن يعتمد بنسبة مؤثرة على الواردات. وأكد أن الجزائر أضافت طاقات إنتاجية تصل إلى 5 ملايين طن خلال العامين الماضيين، مضيفاً: فى مصر الطاقات الإنتاجية المتاحة حالياً جاهزة لزيادة الإنتاج، خاصة أن تحرير سعر الصرف والاتجاه لخفض سعر الغاز يرجح التوقعات بزيادة إنتاج الصلب بمصر خلال السنوات القليلة المقبلة.
وكشفت البيانات الصادرة عن قمة الصلب العربى أن إجمالى واردات البيليت بلغ خلال العام الماضى 7.7 مليون طن، بينما بلغت واردات المنتجات تامة الصنع 30 مليون طن، منها 10.4 مليون طن من حديد التسليح. ووفقاً لتلك البيانات فقد أصبحت الإمارات المستورد الرئيسى لمنتجات الصلب النهائية خلال النصف الأول من العام الحالى، بينما كانت مصر المستورد الرئيسى للمنتجات شبه النهائية، حيث استوردت الإمارات 2 مليون طن من المنتجات الطولية والمسطحة، بانخفاض 28% عن الفترة نفسها من العام السابق، بينما بلغت واردات مصر من البيليت 945 ألف طن، بانخفاض 55% عن الفترة نفسها من العام السابق حيث ارتفعت نسبة البيليت المنتج محلياً بها بعد تحسن إمدادات الغاز وارتفاع أسعار الخردة.
وأكد المشاركون فى «قمة الصلب» أن واردات الصلب منخفضة السعر من الأسواق العالمية تغرق المنطقة العربية، وهو ما دفع المنتجين لطلب حماية استثماراتهم من تلك الواردات المغرقة عن طريق اتخاذ إجراءات حمائية.
وأرجع جورج متّى استمرار استحواذ الواردات على حصة سوقية مؤثرة رغم ضعف استغلال الطاقات الإنتاجية إلى استخدام تكنولوجيا إنتاج قديمة من بعض المنتجين مثل مصنع الحديد والصلب فى مصر، ومصنع «حجار» فى الجزائر، لافتاً إلى أن السبب الآخر لضعف الإنتاج هو تفتت صناعة الصلب بالمنطقة، حيث إنه ووفقاً للمقاييس العالمية، فإن إنتاج 20 مليون طن فقط من الصلب السائل فى 2016 يعتبر رقماً صغيراً. وكشف عن أن مجموعة «أرسيلور ميتال» الهندية أنتجت وحدها فى العام نفسه 95 مليون طن، بينما 5 فقط من المنتجين أنتجوا ما يزيد على 40 مليون طن.
وأكد «متّى» أن جميع توقعات الطلب إيجابية بشكل كبير خلال الفترة المقبلة على المستوى العربى، مع عودة أسعار البترول إلى مستويات تتراوح بين 50 و60 دولاراً للبرميل، فضلاً عن توقعات السيطرة على عجز الموازنة التى مرت بها العديد من دول المنطقة خلال العامين الماضيين، وهو ما سيحسن الإنفاق بالمنطقة وبالتالى زيادة النمو الاقتصادى والعودة إلى نشاط قطاع البناء والتشييد.
وأشار إلى أن انتهاء الصراعات المسلحة فى سوريا والعراق والبدء فى إعادة إعمارهما مرة أخرى ستساهم فى رفع توقعات النمو الاقتصادى للمنطقة لتصل إلى نحو 3.7% العام المقبل، ما يعنى زيادة فرص زيادة الطاقات الإنتاجية لمصانع المنطقة العربية.
.......
الوطن
اخبار متعلقة
المشاهدة(37)
وقعت تركيا والعراق وقطر والإمارات العربية المتحدة مذكرة تفاهم رباعية للتعاون في مشروع طريق التنمية الذي يهدف إلى ربط خطوط السكك الحديدية الرئيسية والطرق السريعة والموانئ والمدن في آسيا وأوروبا ومنطقة الخليج، وفقًا...المزيد
المشاهدة(150)
دعت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات التونسية كلثوم بن رجب، إلى تعزيز الاستثمار السعودي في بلادها خاصة في المنطقة الحرة للأنشطة التجارية واللوجستية بمدينة بنقردان. المزيد
المشاهدة(306)
أعلنت شركة "حديد الإمارات أركان" (المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية بالرمز EMSTEEL) ("المجموعة")، إحدى أكبر الشركات المدرجة لإنتاج الحديد ومواد البناء في المنطقة، عن توقيعها عقدًا مدته 5 سنوات مع شركة حديد...المزيد