kandil

مصر : شركة الحديد والصلب المصرية.. حلم العودة للريادة

الخميس 14 سبتمبر 2017 01:35 مساءً المشاهدة(1479)

 
يعد ملف تطوير شركات قطاع الأعمال العام أحد أهم الملفات التي توليها الحكومة المصرية أهمية خاصة بعد أن أصبح لها وزارة مستقلة للاستفادة من إمكانياتها ومشاركتها في عملية التنمية الاقتصادية بفاعلية.
 
وأعلنت وزارة قطاع الأعمال اليوم الخميس، تلقي الشركة القابضة للصناعات المعدنية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، عروضًا من تسع شركات عالمية للمشاركة فى إعادة تأهيل وتطوير خطوط شركة الحديد والصلب التابعة لها.
 
وقالت الوزارة في بيان أن تقديم تلك العروض جاء من خلال المناقصة العالمية التى كانت قد طرحتها الشركة القابضة للصناعات المعدنية فى 21 أبريل 2017 لتطوير وتأهيل خطوط شركة الحديد والصلب، فى ضوء دراسة جدوى مالية وفنية تم إعدادها بواسطة مكتب استشارى متخصص.
 
وشملت العطاءات المتقدمة للمناقصة 9 شركات إيطالية وصينية وأوكرانية وروسية وألمانية من إجمالى 22 شركة سحبت كراسات الشروط، حيث تم فتح المظاريف يوم 12 سبتمبر 2017 ـ آخر يوم لتلقى العروض.
 
وأضافت الوزارة أن اللجنة الفنية المشكلة لهذا الغرض ستقوم بفحص العروض وتقييم كل منها من الناحية الفنية، ويلى ذلك التقييم المالى للعروض المقبولة فنيا وفقا للإجراءات المتبعة فى هذا الشأن
 
وأكد الدكتور أشرف الشرقاوي، وزير قطاع الأعمال العام، في أكثر من مرة، على أن عام 2017 هو عام تطوير الغزل والنسيج والحديد والصلب.
 

أول شركة في الشرق الأوسط في صناعة الصلب

كانت بدايات التفكير في إنشاء المصنع في مصر عام 1932 بعد توليد الكهرباء من خزان أسوان، وفي 14 يونيو 1954، أصدر الرئيس المصري جمال عبد الناصر مرسوم بتأسيس شركة الحديد والصلب في منطقة التبين بحلوان كأول مجمع متكامل لإنتاج الصلب في العالم العربى برأسمال 2.1 مليون جنيه.
 
أطلق المشروع كشركة مساهمة مصرية، وكانت قيمة السهم جنيهين مصريين يضاف إليهما خمسون مليمًا مصاريف إصدار، على أن تسدد قيمة السهم على قسطين أولهما جنيه واحد وخمسون مليمًا (خمسة قروش)، يسدد في الفترة من 21 نوفمبر إلى 20 ديسمبر 1955، والقسط الثانى قيمته الجنيه الثانى ويسدد في الفترة من 20 أبريل إلى 5 مايو 1956.
 
وفى 23 يوليو 1955 قام عبد الناصر مع أعضاء مجلس قيادة الثورة بوضع حجر الأساس الأول للمشروع على مساحة تزيد على 2500 فدان شاملة المصانع والمدينة السكنية التابعة لها والمسجد الملحق بها، بعد توقيع العقد مع شركة ديماگ دويسبرگ الألمانية (ألمانيا الشرقية آنذاك) لإنشاء المصانع وتقديم الخبرات الفنية اللازمة.
 
 
  
 
 
 
وفي نفس التوقيت تم تشغيل ميناء الدخيلة لتوريد الفحم اللازم لتشغيل الأفران، وكذلك خط سكك حديدية من الميناء تصل إلى حلوان وخط سكك حديدية آخر لتوصيل خام الحديد من الواحات إلى حلوان. ولم يأت شهر نوفمبر من عام 1957 حتى كانت الأفران الكهربائية الخاصة بصهر الحديد قد بدأت أعمالها بالفعل، وفي 27 يوليو 1958 افتتح عبد الناصر الشركة الوليدة لتبدأ الإنتاج في نفس العام باستخدامفرنين عاليين صُنعا بألمانيا. (وقد تمت زيادة السعة الإنتاجية للمجمع باستخدام فرن عالٍ ثالث صناعة روسية عام 1973، لحقه الفرن الرابع بغرض زيادة إنتاج الشركة من الصلب عام 1979)، ليضم المجمع بذلك أربعة أفران عالية.
 
واعتمد المشروع في إنتاجه على خامات الحديد المتوافرة بكثرة في مناجم أسوان "والتى قدرت مساحتها بـ1250 كيلو مترًا مربعًا، فبالإضافة إلى جودة الخام المستخرج منها تعتبر أقرب مصادر الخامات المصرية إلى طرق المواصلات، كما اعتمد على خام الحديد المتوفر أيضا في الواحات البحرية والبحر الأحمر.
 
وقد بلغ إنتاج المصنع - آنذاك - ما يقرب من 210 آلاف طن ليصل إلى 1.5 مليون طن في فترة السبعينيات من الصلب المشكل على هيئة ألواح مختلفة الأحجام والسمك وقضبان وفلنكات حديدية وبلنجات السكك الحديدية، بالإضافة إلى الزوايا والكمرات والستائر الحديدية وأنابيب ومستودعات البترول وغيرها من احتياجات الصناعة المختلفة والتى كنا نستوردها سنوياً، كذلك أنتج المصنع منتجات أخرى ذات قيمة اقتصادية كبيرة منها السماد الفسفوري، خبث الأفران العالية الذى يستخدم في صناعة الأسمنت وكذلك كميات هائلة من غاز الأفران الذى استخدم لتشغيل بعض الآلات في المصنع ذاته، كما استخدم في توليد الكهرباء. 
 
 
  
 
 
وتعتبر قضبان السكك الحديدية وألواح بناء السفن من المنتجات التى تتطلب مواصفات خاصة على درجة عالية من الدقة والجودة، وقد أثبت الصلب المصرى امتيازه في جميع الأسواق، واستخدمته فعًلا شركات الملاحة في ترميم سفنها بالحوض الجاف بالإسكندرية.
 
وقد حرصت شركة الحديد والصلب عبر السنين على الاستعانة بالخبرات الدولية المتخصصة، ففى عام 1961 تم التعاقد مع الاتحاد السوفيتى (سابقاً) على إنشاء وحدات جديدة بالمجمع لزيادة إنتاج الصلب من 300 ألف إلى 1.5 مليون طن سنوياً، واعتمد الاتفاق على وقف استخدام خام منجم أسوان واستخدام خام الواحات البحرية للمجمع بأكمله، وهو ما تسبب منذ بدء استخدامه إلى الآن في مشاكل عديدة بسبب ما يحويه من شوائب ضارة، كما تم التعاقد في عام 1986 مع شركة كروپ الألمانية لإعادة تأهيل بعض الوحدات لإضافة نوعية جديدة من المنتجات.
 
وفي 1 يناير 1991 أعلنت كشركة مساهمة مصرية تابعة للقابضة للصناعات المعدنية وتخضع لأحكام القانون 203 لسنة 1991 وتمارس أنشطة انتاج الحديد والصلب والاتجار فيه واستغلال مناجم الحديد وكافة الأعمال المتعلقة بالحديد والصلب.[2] ويبلغ رأس مال الشركة 976,872,278 جنيه مصري.
 

تدهور أداء شركة الحديد والصلب

تدريجيا بدأت حالة الشركة في التدهور وتوقفت يد الإحلال والتجديد عن الامتداد إلى الشركة منذ سنوات تمتد لأكثر من 20 عاما ظلت عمليات التطوير لا تزيد على كونها صيانة فقط تسمح باستمرار العمل، وليس بالطبع الدخول في منافسة أو مواكبة للجديد في العالم.
 
استمر الوضع لفترة تفاقمت فيها مشكلات الشركة ولجأت للسحب على المكشوف وبلغت ديونها نحو 1.5 مليار جنيه، حتى 2005 ودخول الشركة ضمن برنامج تسويات ديون قطاع الأعمال العام ليتم إنهاء أزمة الديون، غير أن ما استمر في الواقع هو تهالك الأفران وتوقف بعضها عن العمل، وفى نفس الوقت تجاهلت الدولة تطوير شركة النصر لصناعة الكوك والكيماويات الأساسية التي تقوم بتوفير فحم الكوك أحد المكونات الأساسية في صناعة الحديد، وبالتالي انخفضت كمية الفحم التي تتوافر للشركة، مما أدى إلى تراجع الإنتاج بصورة لم يسبق لها مثيل، ومن ثم ارتفعت ديون الشركة إلى 3.3 مليار جنيه.
 
بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر تغيرت الأوضاع، حيث أبدي الرئيس أهتماما كبيرا بتطوير الشركات التابعة للدولة، وعلى رأسها الشركات العاملة في قطاعي الغزل والنسيج والحديد.
 

التعويم يزيد أوجاع الشركة

أظهرت المؤشرات المالية للشركة، خلال السنة المالية 2016-2017، ارتفاع خسائرها بنسبة 20.98% مقارنة بالعام المالي السابق له، حيث سجلت خسائر بنهاية يونيو 2017 بقيمة 744.68 مليون جنيه، مقابل خسائر بلغت 615.55 مليون جنيه في الفترة المقارنة من العام المالي السابق.
 
وكشفت القوائم المالية بنهاية يونيو 2017 ارتفاعاً في تكلفة المبيعات إلى 2.56 مليار جنيه، مقارنة بتكلفة مبيعات قدرها 2.32 مليار جنيه بنهاية يونيو 2016.
 
وأثر تحرير سعر الصرف على أداء الشركة بزيادة أسعار المستلزمات خاصة فحم الكوك والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى زيادة أسعار الكهرباء.
 

التطوير يبدأ بتغيير الإدارة

في يونيو الماضي أصدر المهندس سيد عبد الوهاب، رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية، تغيير بعض رؤساءالشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، وذلك بناء علي توجيهات الدكتور أشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال العام وفي إطار الخطوات الحكومية لعودة الشركات الحكومية للريادة من جديد.
 
وأعلنت شركة الحديد والصلب المصرية، تشكيل مجلس الإدارة الجديد، اعتبارًا من يوم 1/7/2017، حيث تم تعيين المهندس خالد مصطفى كامل الأنصاري، رئيسًا لمجلس الإدارة، وعضوًا منتدبًا، كما تم تعيين كلا من المهندس محمود محمد سيد جلال، والمهندس عادل أنور علي عبيد، كأعضاء غير متفرغين.



داخلي اخبار
soy
العالمية - اسفل الاخبار
شريف ستيل- الاخبار

اخبار متعلقة

السعودي للتنمية: مستعدون لتطوير التعاون مع تونس والإنفتاح على كل المشاريع
المشاهدة(146)

دعت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات التونسية كلثوم بن رجب، إلى تعزيز الاستثمار السعودي في بلادها خاصة في المنطقة الحرة للأنشطة التجارية واللوجستية بمدينة بنقردان. المزيد

حديد الإمارات أركان توقع عقداً بقيمة 2 مليار دولار مع شركة حديد البحرين لتوريد كريات الحديد الخام
المشاهدة(304)

 أعلنت شركة "حديد الإمارات أركان" (المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية بالرمز EMSTEEL) ("المجموعة")، إحدى أكبر الشركات المدرجة لإنتاج الحديد ومواد البناء في المنطقة، عن توقيعها عقدًا مدته 5 سنوات مع شركة حديد...المزيد

عالمياً: تسارع جهود تسعير الكربون في آسيا بسبب "التوجه الأخضر"
المشاهدة(238)

تبرز آسيا باعتبارها المحفز الرئيسي للنمو في تداول الكربون رغم أن أسواق المنطقة لا تغطي حالياً سوى جزء صغير من الانبعاثات التي تمثل نصف الإجمالي العالمي. المزيد

اضف تعليق