المؤسسات الدولية ترصد الأسباب
الأحد 20 أغسطس 2017 02:34 مساءً المشاهدة(621)
سوف نعتمد فى الإجابة على تلك الأسئلة على التقارير العالمية خاصة التقارير الشهرية لأكبر منظمة عالمية لأبحاث الصلب فى العالم وهى مؤسسة «ميتال بوليتان» التى يقع مقرها الرئيسى فى العاصمة البريطانية لندن وغيرها من المؤسسات الدولية التى رصدت واقع صناعة الحديد العالمية وما تشهده من تغيرات لم يتوقعها أحد.
فتش عن الصين
ارتفع الطلب على منتجات الصلب فى الصين بصورة غير متوقعة خلال النصف الأول من العام الحالى وذلك فى الوقت الذى قامت خلاله الحكومة الصينية بإغلاق بعض مصانع إنتاج الحديد غير الملتزمة بإجراءات حماية البيئة مما ساعد على خفض جزء من الطاقات الفائضة عن الطلب.. كما أصدرت الحكومة الصينية أمراً للمنتجين فى 28 مدينة بخفض الإنتاج إلى النصف خلال فترة الشتاء فى محاولة لتقليل تلوث الهواء فى أربع مقاطعات شمالية وهى (هيبى، شانكس، شاندونج وهنان) بالإضافة إلى (بكين وتيانجين).
وقد أدت هذه الإجراءات إلى انخفاض حجم صادرات الصين من منتجات الصلب مؤخراً بنحو 16.2 مليون طن بنسبة 28% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى وهى كميات تعد كافية - فى ظل طلب عالمى متنامى – للتسبب فى ارتفاع الأسعار بصورة ملحوظة. وأرجعت التقارير الدولية الأسباب التى دفعت الصين لغلق بعض مصانعها، إلى الضغوط التى تمارسها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية على «بكين» فى ظل رئاسة دونالد ترامب لأمريكا، حيث انتقدت هذه الدول الصين بشدة لعدم اتخاذها قرارات جريئة بإغلاق طاقات إنتاج الصلب الفائضة عن الحاجة والتى تسببت الأعوام الماضية فى انهيار أسعار الصلب وإغلاق مصانع كثيرة حول العالم وهو ما أدى بأمريكا ودول أوروبا إلى فرض أكثر من 100 إجراء تجارى ضد الصين لحماية أسواقها المحلية من ضرر الواردات المغرقة والتى يأتى أغلبها من الصين. وأكد المحللون أن النمو الاقتصادى فى الصين خلال النصف الأول من 2017 قد فاق كل التوقعات حيث بلغت نسبة النمو فى الناتج المحلى 6.9% وإذا استمر هذا الأداء فى النصف الثانى - وفقا لـ«الفايننشال تايمز» - فإن عام 2017 سوف يكون أول عام تحقق فيه الصين معدلات نمو أعلى من العام الذى يسبقه منذ عام 2010. وتؤكد بلومبرج فى تقرير لها يوم 24 يوليو الماضى بأن غلق المصانع وارتفاع الطلب بالسوق الصينية وراء الخفض الحاد فى صادرات الصين، مما أدى إلى رفع الأسعار المحلية فى كل من الولايات المتحدة وأوروبا بنسبة 75%.
زيادة إنتاج الصلب الخام ترفع أسعار خام الحديد 32% منذ بداية يونيو
ومن العوامل القوية أيضاً ما تشهده أسعار خام الحديد حيث قفزت أسعار خام الحديد إلى 74 دولار يوم 15/8 بزيادة 18 دولار/طن عن بداية يونيو وبنسبة زيادة قدرها 32%. وتقول مجلة «بيزنس إنسايدر» فى عددها بتاريخ 7 أغسطس الحالى وتحت عنوان «خام الحديد ينطلق إلى أعلى» أن «الارتفاع الصاروخى لأسعار حديد التسليح فى السوق الفورية على خلفية زيادة أسعار البيليت والخردة بالتزامن مع تقييد الإنتاج فى موسم الشتاء قد أعطى المنتجين إشارة إلى توقعات شح المعروض وبالتالى التدافع على الخامات لـتأمين الاحتياجات المستقبلية وهو ما أدى إلى رفع أسعارها». ويقول بعض المحللين فى ميتال بوليتان - أكبر مؤسسة لأبحاث الصلب فى العالم – «فإن تزامن خفض الإنتاج مع انخفاض مستويات المخزون والتعافى القوى للطلب هو الذى رفع الأسعار إلى أعلى مستوى لها هذا العام». وتشير إحصاءات المنظمة العالمية للصلب أن الإنتاج العالمى للصلب الخام قد ارتفعت كمياته فى النصف الأول من العام الحالى بنحو 36.5 مليون طن ليصل إلى 836.5 مليون طن وبنسبة زيادة سنوية قدرها 4.5% وهى أعلى نسبة زيادة فى الإنتاج منذ عام 2013، كما ساهمت الصين – والتى تسهم بنصف الإنتاج العالمى – بزيادة قدرها 18.9 مليون طن فى نفس الفترة ليصل إنتاجها إلى 419.7 مليون طن. وهذا الإنتاج الإضافى لا شك وأنه زاد من ضغوط الطلب على خام الحديد وبالتالى زيادة أسعاره بتلك المعدلات الكبيرة.
زيادة أسعار الخردة 30% والبيليت 26%
وتمثل الخردة والبيليت العامل الثالث فى زيادة أسعار الحديد عالمياً فمع زيادة الطلب على منتجات الصلب بدأت أسعار الخردة فى الارتفاع بصورة ملحوظة منذ بداية شهر يونيو حيث زادت من 276 دولار للطن (سيف) لتصل إلى 359 دولار للطن (سيف) حالياً وبنسبة ارتفاع 30% وهو ما أدى بالتبعية إلى رفع أسعار البيليت بزيادة وصلت إلى 110 دولار للطن ليصل السعر الآن إلى 525 دولار للطن (سيف) وهو أعلى سعر وصل إليه البيليت منذ سبتمبر 2014 وبتكلفة وصول للسوق المصرية قدرها 10767 جنيها. وعلى هذا الأساس فإن تكلفة إنتاج حديد التسليح بمصر الناتج عن درفلة البيليت المستورد تصل إلى 11.767 جنيه شامل 14% لضريبة القيمة المضافة. جدير بالذكر أن متوسط أسعار بيع المصانع المحلية قد ارتفع من 9750 جنيه للطن تسليم أرض المصنع (شامل الضريبة) فى أول يونيو الماضى إلى 11.439 جنيه للطن فى 15 أغسطس وبنسبة زيادة 17%.
أسعار أقطاب الجرافيت تلامس السماء
وبالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخامات الرئيسية فإن نقص الإنتاج المتاح من المستهلكات مثل أقطاب الجرافيت (graphite electrodes) التى تساعد فى عملية صهر خام الحديد والخردة فى أفران القوس الكهربائى قد بدأ أيضاً فى التأثير على إنتاج الصلب الخام مع ارتفاع تكلفته بصورة غير مسبوقة إلى درجة أن بعض المصانع فضلت التوقف عن إنتاج الصلب نهائياً والتوجه إلى درفلة البيليت بدلاً من صهر الخردة. ومما يزيد الموقف سوءاً توجه منتجى الجرافيت إلى أسواق البطاريات الليثيوم لتقفز الأسعار أكثر من3 أضعاف حيث وصل سعر الطن هذا الشهر إلى 20.000 دولار فى السوق الفورية مقارنة بـ 5.750 دولار للعقود طويلة الأمد الموقعة فى بداية العام وذلك طبقاً لنشرة Platts العالمية.
وأخيراً هناك نقاط تلخص هذا التحليل تتمثل فى :
■ القفزات المتتالية فى أسعار الحديد ظاهرة عالمية لم تشهدها الأسواق منذ عام 2008.
■ الزيادة فى أسعار بيع المصانع المحلية لازالت أقل من ارتفاعات التكلفة والتى بلغت منذ أول يونيو الماضى 2340 جنيه للطن مقارنة بزيادات الأسعار وقدرها 1690 جنيه للطن (شامل الضريبة). أى أن الزيادات السعرية حتى الآن تغطى 72% فقط من زيادات التكلفة مما ينذر بارتفاعات سعرية مقبلة.
■ انخفاض أسعار البيع المحلية عن أسعار بيع الحديد عالمياً حيث تقل عن تكلفة الحديد المستورد بنحو 50 جنيهاً فى الطن وقبل حساب رسوم الإغراق، حيث نلاحظ أن سعر الحديد التركى يبلغ 560 دولار (تسليم سيف) ما يعادل 9990 جنيهاً للطن يضاف 14% ضريبة قيمة مضافة أى نحو 1399 جنيهاً للطن و1% مصاريف تفريغ وتوكيل ملاحى ومستودعات أى 100 جنيه للطن ليصل إجمالى تكلفة الاستيراد لنحو 11489 جنيهاً للطن فى حين بلغ متوسط سعر بيع المصانع المحلية فى 15 أغسطس الحالى شاملة الضريبة نحو 11439 للطن أى أن المنتج المصرى أرخص
اخبار متعلقة
المشاهدة(146)
دعت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات التونسية كلثوم بن رجب، إلى تعزيز الاستثمار السعودي في بلادها خاصة في المنطقة الحرة للأنشطة التجارية واللوجستية بمدينة بنقردان. المزيد
المشاهدة(300)
أعلنت شركة "حديد الإمارات أركان" (المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية بالرمز EMSTEEL) ("المجموعة")، إحدى أكبر الشركات المدرجة لإنتاج الحديد ومواد البناء في المنطقة، عن توقيعها عقدًا مدته 5 سنوات مع شركة حديد...المزيد
المشاهدة(236)
تبرز آسيا باعتبارها المحفز الرئيسي للنمو في تداول الكربون رغم أن أسواق المنطقة لا تغطي حالياً سوى جزء صغير من الانبعاثات التي تمثل نصف الإجمالي العالمي. المزيد