الامارات : تراجع كبير بكميات الحديد التركي الواردة إلى الأسواق
الأربعاء 03 مايو 2017 12:16 مساءً المشاهدة(2979)
تشهد أسواق الدولة تراجعاً كبيراً وغير مسبوق لكميات الحديد التركي الواردة إليها. وأكد منتجون وتجار ومقاولون لـ«البيان الاقتصادي» أمس أن نسبة التراجع في كميات الحديد التركي بالأسواق تتراوح بين 60- و70%، مؤكدين على أن السبب الرئيسي يرجع إلى استئناف مصانع محلية لإنتاجها.
فضلاً عن دخول مصانع محلية جديدة للسوق بطاقات إنتاجية أكبر، كما تدخل البلاد حاليا كميات كبيرة من الحديد العماني، ويباع الحديد المحلي والعماني بأسعار تقل عن طن الحديد التركي بنحو 100 درهم للطن الواحد.
ويستهلك السوق الإماراتي سنويا بين 3.3 - 3.8 ملايين طن، وسيطرت 3 أنواع من الحديد على الأسواق خلال السنوات الماضية، حيث استحوذ حديد مصنع الإمارات الوطني على حصة 60% بينما زادت حصة الحديد التركي عن 35% والقطري 5%.
وتترقب الأسواق المحلية إعلانا وشيكا لمصنع حديد الإمارات بتسعيرة جديدة خلال أيام بعد أن ثبت أسعاره على مدار نحو العام. ويتوقع تجار ومقاولون أن يخفض مصنع حديد الإمارات أسعاره لتقترب من أسعار المصانع المحلية والحديد العماني، ما يتوقع معه إحجام التجار عن استيراد الحديد التركي.
تثبيت الأسعار
وأكد المهندس سعيد الرميثي الرئيس التنفيذي لحديد الإمارات أن الشركة ستعلن الأسبوع المقبل عن التسعيرة الجديدة لحديد التسليح، مشيرا إلى أنه سيتم تحديدها وفقا لأسعار المواد الخام عالميا «البلت» ومعطيات السوق الراهنة.
وأكد أن السياسة التسعيرية التي اتبعها مصنع حديد الإمارات على مدار نحو العام الكامل وتركزت على تثبيت الأسعار استهدفت دفع السوق المحلي نحو الاستقرار. وقال: تحملنا صعوبات كبيرة وصبرنا لمدة طويلة بهدف عدم إحداث أية هزات في السوق وإعطاء الفرصة للمصانع المحلية لاستئناف إنتاجها.
ولفت إلى «تراجع حقيقي» يعد الأول والأكبر من نوعه للحديد التركي في أسواق الدولة، مشيرا إلى أن سوق الإمارات استقبل العام الماضي 1.5 مليون طن شكلت نسبة تتراوح بين 35-40% من الاستهلاك المحلي لكن بكل تأكيد هذه النسبة ستتراجع بشكل كبير للعام الجاري.
وكشف عن أن مصنع حديد الإمارات باعتباره أكبر المصانع الوطنية في الدولة شارك في اجتماعات كثيرة مع كبار التجار داخل الدولة لحثهم على تشجيع الصناعة الوطنية، خاصة أن مواصفاتها لا تقل عن الحديد المستورد بكافة أنواعه.
وأكدنا لهم أن إنتاج المصانع المحلية يكفي احتياجات السوق وطالبناهم بإعطاء الأولوية للمنتج الوطني. وقال: نحن مستمرون في ذلك ولدينا صناعة قوية يجب دعمها كما تفعل الدول الأخرى وعلى رأسها أميركا.
وشدد على أن حصة حديد الإمارات من السوق لم تتراجع بل ما حدث هو العكس. وقال: شهدت الأسواق زيادة حصة المصانع الوطنية وتراجع حصة الحديد التركي بشكل كبير، وعلى أية حال من الأفضل أن ننتظر ما ستؤول إليه الأوضاع في السوق خلال أشهر الصيف.
4 مصانع
وقال خالد أدلبي مدير الشركة العربية لتجارة مواد البناء في أبوظبي: لدينا اليوم 4 مصانع تستحوذ على نسبة متزايدة في السوق ولديها حديد تسليح بمواصفات عالمية متميزة، لافتا إلى أن تراجع حصة الحديد التركي جاء بسبب الإنتاج الكبير لهذه المصانع الأربعة.
إضافة إلى دخول كميات كبيرة من الحديد العماني المنتج في مصانع جندال وصحار بالسلطنة ويباع بأسعار أقل من التركي والإماراتي بنحو 30 درهماً.
وكشف عن أن تجارا كثيرين أحجموا عن استيراد الحديد التركي خلال الأشهر الماضية بسبب تراجع أسعار الحديد المحلي، إضافة إلي وجود مؤشرات لتراجع أسعار المواد الخام خلال الشهور المقبلة.
وأوضح أن غالبية المقاولين يفضلون اليوم شراء الحديد من السوق المحلي بسبب تميز أسعاره، فضلاً عن توفره بكميات كبيرة وسهولة الحصول عليه خلال يوم أو أيام قليلة بينما ينتظرون الحديد التركي لفترات طويلة. وتوقع أن يزيد الفارق بين سعر الحديد التركي والحديد المحلي بأكثر من 100 درهم.
مشيرا إلى أن السوق ينتظر تسعيرة مصنع حديد الإمارات، خاصة مع وجود توقعات بتراجع الأسعار محليا وعالميا.
تراجع غير مسبوق
وأكد يحيى سعيد مسؤول المبيعات في مجموعة فارس أبو ميالة لمواد البناء في دبي، أن الأسواق حاليا مشبعة بمعروض كبير من الحديد خاصة المحلي والعماني والقطري، لافتا إلى أن الإقبال على الحديد القطري هو الأقل.
وشدد على أن الأسواق تشهد تراجعا غير مسبوق لكميات الحديد التركي بنسب تتراوح بين 60- 70% مقارنة بالعام الماضي، علما بأن الحديد التركي ظل مسيطرا على السوق خاصة سوق دبي لعدة سنوات.
ونوه بأن تجار مواد البناء يلاحظون منذ عدة أشهر وجود كميات كبيرة من إنتاج مصانع غابت عن الساحة فترة ليست قليلة مثل مصنع الحمرية، فضلاً عن زيادة إنتاجية المصانع الحالية - حديد الإمارات، الاتحاد، كوناريس.
ولم يعد المقاولون يطلبون نوعا محددا من الحديد خاصة التركي، بل يطلبون الحديد الإماراتي سواء المنتج في أبوظبي أو دبي أو الشارقة، خاصة وأن المصانع المحلية تطبق مواصفات بريطانية وألمانية وأميركية وهي مواصفات عالمية. ويضيف: غالبية المقاولين يفضلون اليوم المنتج المحلي حيث يباع بسعر أقل.
والأسواق تترقب تسعيرة مصنع حديد الإمارات لأن التسعيرة لو كانت مرتفعة فقد يؤدي ذلك إلي انتعاش سوق الحديد التركي مرة أخرى، وسيؤدي كذلك إلى ارتباك السوق، أما لو كانت تسعيرة أقل فهي ستدفع السوق نحو المزيد من الاستقرار وستنعش المصانع المحلية.
مقاولون
ويتفق الدكتور فؤاد الجمل رئيس شرك تراست للمقاولات في أبوظبي مع تجار مواد البناء بوجود تراجع حقيقي وكبير للحديد التركي في أسواق الدولة خاصة سوق دبي، مشيرا إلى أن سوق دبي للمقاولات يعد حاليا أنشط الأسواق الخليجية، حيث تتنافس شركات دبي على إنجاز مشاريع جديدة خاصة مشاريع إكسبو 2020.
وبالتالي تتزايد الحاجة إلى معروض كبير من حديد التسليح وتنجح المصانع الوطنية حاليا في تلبية احتياجات دبي بشكل كبير وبأسعار ممتازة مقارنة بالحديد التركي. ويشير إلى أن المقاولين يهمهم بالدرجة الأولى الحصول على مواد خام بأسعار أقل طالما توفرت لها المواصفات المطلوبة.
وقال: 100 درهم فرق في كل طن حديد مبلغ جيد جدا لتحقيق أرباح جيدة للمقاولين خاصة في المشاريع العملاقة التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الحديد.
وأشار إلى وجود شركات ومقاولين يشترون المنتج المحلي من الحديد سواء حديد الإمارات أو المصانع الأخرى بدافع وطني، مشددا على أن المنتج الوطني لا يقل حاليا في كفاءته عن الحديد المستورد، علما بأن سوق أبوظبي يعتمد بشكل كبير على إنتاج مصنع حديد الإمارات الوطني.
أسعار
دخلت مصانع محلية السوق بقوة خلال الأشهر القليلة الماضية وأبرزها مصانع الاتحاد والحمرية. كما ضاعف مصنع كوناريس في دبي إنتاجه، وباعت هذه المصانع منتجاتها بأسعار أقل بنحو 100 درهم للطن، وسجلت أسعارها أمس بين 1700 -1720 درهماً للطن.
بينما وصل سعر الحديد التركي 1800 -1820 درهماً، بينما بلغ سعر طن مصنع حديد الإمارات 1790 درهماً والعماني 1690 درهماً والقطري 1745 درهماً.
........................
البيان الاقتصادى
اخبار متعلقة
المشاهدة(146)
دعت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات التونسية كلثوم بن رجب، إلى تعزيز الاستثمار السعودي في بلادها خاصة في المنطقة الحرة للأنشطة التجارية واللوجستية بمدينة بنقردان. المزيد
المشاهدة(300)
أعلنت شركة "حديد الإمارات أركان" (المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية بالرمز EMSTEEL) ("المجموعة")، إحدى أكبر الشركات المدرجة لإنتاج الحديد ومواد البناء في المنطقة، عن توقيعها عقدًا مدته 5 سنوات مع شركة حديد...المزيد
المشاهدة(236)
تبرز آسيا باعتبارها المحفز الرئيسي للنمو في تداول الكربون رغم أن أسواق المنطقة لا تغطي حالياً سوى جزء صغير من الانبعاثات التي تمثل نصف الإجمالي العالمي. المزيد