أعلنت شركة صناعات قطر (شركة مساهمة عامة) أمس عن تحقيقها صافي أرباح بلغ 2.5 مليار ريال خلال الربع الأول من العام الحالي. وتعليقا على هذه النتائج قال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لصناعات قطر، إن الشركة تابعت تحطيم الأرقام القياسية لنتائج عام 2012، وذلك بتسجيل ربع أول قوي وبتحسن ملحوظ في الأرباح بواقع 0.6 مليار ريال قطري، مقارنة بنفس الفترة من عام 2012، حيث استفادت المجموعة من السعة الإنتاجية الإضافية لليوريا التي بلغت مليوني طن متري، و240 ألف طن متري من البولي إيثيلين منخفض الكثافة، والتي تلت تدشين المصانع الجديدة البالغة قيمتها 12.8 مليار ريال قطري. وأعرب سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة عن سعادته بالتحول الناجح خلال الربع الأول للأنشطة المرتبطة بالتسويق والتوزيع لاثنين من الثلاث مشروعات المشتركة للمجموعة والمتأثرة بذلك التحويل، وهي شركة قطر للإضافات البترولية المحدودة (كفاك) وشركة قطر للأسمدة (قافكو)، حيث تم تحويل أنشطة التسويق إلى شركة قطر لتسويق وتوزيع الكيماويات والبتروكيماويات (منتجات)، إضافة لبدء التشغيل التجاري للشركة الزميلة لقطر ستيل والكائنة في المملكة العربية السعودية المعروفة باسم شركة صلب «Solb» في ديسمبر 2012، هذا بالإضافة إلى موافقة مجلس الإدارة التي صدرت مؤخراً على الملامح الأولية لاستراتيجية النمو العشرية للمجموعة. وتمتلك «قطر ستيل» التابعة لـ «صناعات» حصة قدرها %31.03 في شركة «الحديد الصلب»، والتي تقوم بإنشاء مصنع للصلب في المدينة الاقتصادية في جازان بالمملكة السعودية لإنتاج قطع الفولا، وحديد التسليح. وأكد السادة أن مدينة جازان الاقتصادية ستوفر فرص عمل مهمة من المتوقع أن تكون مصدرا رئيسيا للنمو الاقتصادي في منطقة الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية، مضيفا أن شركتي صناعات قطر وقطر ستيل في غاية السرور أن تكونا مساهمتين في هذا الدور للتطور الاقتصادي. وخلال الاجتماع الأول لمجلس إدارة صناعات لعام 2013 اليوم، أجاز مجلس الإدارة الملامح الأولية لاستراتيجية النمو العشرية الجديدة للمجموعة. وفي معرض تعليقه على هذا الأمر أفاد السادة أن صناعات قطر نمت خلال العشر سنوات الماضية نموا مميزاً، فمنذ أول سنة تشغيلية كاملة للمجموعة وحتى يومنا هذا، نما صافي أرباح المجموعة نموا سنويا بمعدلات نمو مركبة بما يفوق %16 سنويا، مؤكدا أن مجلس الإدارة قد عقد العزم على الإبقاء على الدوران الدؤوب لعجلة النمو. وكشف سعادته عن أن رسملة الشركة قد وصلت مجدداً إلى مستوى قياسي يناهز 100 مليار ريال قطري، متوقعا مستقبلا مزدهرا أمام صناعات قطر، وأن تكون السنة المالية الحالية مكتملة بالعمليات التشغيلية للمرة الأولى في مرافق الإنتاج الجديدة في كافة القطاعات والتي ناهزت كلفتها 12.8 مليار ريال قطري. وأضاف أنه من المتوقع أيضا أن يشهد العام الحالي تدشين مصنع وحدة الدرفلة الثانية لشركة صلب «SOLB»، إضافة إلى ذلك فإن صناعات تهدف إلى البدء بتطبيق العناصر الأولى من استراتيجية النمو العشرية للمجموعة بعد الموافقة التي صدرت حديثاً من أعضاء مجلس الإدارة. وعزت الشركة في بيان صحافي صادر عنها أمس الأداء القوي للنتائج المالية إلى تحسن حجم المبيعات الذي أتى أعقاب تدشين بعض أهم المشاريع الرئيسية في قطاعي الأسمدة والبتروكيماويات، بالإضافة إلى التضخم المعتدل للأسعار، وكذلك الهوامش القوية في الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك. من جهته، قال السيد عبدالرحمن أحمد الشيبي المنسق العام لشركة صناعات قطر تعليقا على أرباحها، إن المجموعة حققت زيادة كبيرة خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بواقع 0.8 مليار ريال، وهي من أعلى النتائج الربعية المسجلة. وأردف يقول: رغم أن هذه النتيجة قد لا تدل تماماً على مستوى ربحي جديد طبيعي، عقب التدشين التجاري وتكثيف إنتاج المشروعات الرأسمالية الرئيسية للمجموعة للعام الماضي، إلا أنها تقدم دلالات إيجابية للأرباح المحتملة القادمة للمجموعة، إذ إنها تأتي على خلفية أسعار المنتجات الثابتة وهوامش أقوى لعمليات التشغيل في قطاعي البتروكيماويات والأسمدة. وأكد أنه بعد الانتهاء من المزيد من التحليلات والحصول على موافقة مجلس الإدارة لاحقاً، سوف يتم الإعلان عن التفاصيل الإضافية للاستراتيجية وخطة العمل لصناعات، غير أنه أكد في الوقت نفسه سعي صناعات قطر إلى الرفع من قيمة أصول المجموعة المحلية الحالية من خلال تعزيز كفاءة التشغيل والتوسع في المنتجات السهلة والمتقاربة. ونوه إلى أن استراتيجية المجموعة خارج دولة قطر تهدف أن تقوم صناعات قطر بتكرار نموذجها التشغيلي الناجح على الصعيد الدولي، وذلك من خلال فرص النمو الذاتي وانتهاز فرص الاستحواذ. وتعليقا على توسع استثمارات الشركة في السوق السعودية والجزائر، أفاد الشيبي أن استثمار صناعات في المملكة العربية السعودية يكتسب أهمية لعدة عوامل، أبرزها أن السعودية تمثل كبرى أسواق الشركة لتصدير الصلب وأن أي استثمار يعزز من وضعها في هذه السوق الضخمة والمتطورة لهو من الأهمية بمكان، مشيرا إلى أن فرع صناعات لإنتاج الصلب قد أمن اتفاقية تعهد بالشراء مع شركة الحديد الصلب، بحيث تزود قطر ستيل السوق السعودية بما يصل إلى 600 ألف طن من الحديد المقولب سنوياً، وهو ما يوفر لقطر ستيل سوقا مضمونة تسمح لها بتشغيل مصانعها لإنتاج الحديد المقولب بكامل طاقتها. وأضاف أن استثمار قطر ستيل في المشروع المشترك بالجزائر، يخلق نموذجا تشغيليا تسعى صناعات قطر لتطبيقه في كل أعمالها، حيث تقوم قطر ستيل حاليا بتشغيل أقدم مصنع متكامل لإنتاج الصلب في المنطقة وواحدا من أكثر المصانع ربحية من نوعه في العالم. وقدر السيد عبدالرحمن أحمد الشيبي المنسق العام لشركة صناعات قطر الإنفاق الرأسمالي والمشروعات الرأسمالية والاستثمارات خلال الفترة من 2013 حتى 2017 وفقا لخطة الأعمال الخمسية الحالية للشركة بما يقارب 6 مليارات ريال، حيث إن المجموعة تتحمل التكاليف الأولية ذات الصلة بمجمع راس لفان للبتروكيماويات، متوقعا زيادة هذا الإنفاق الرأسمالي في حال الموافقة على المشاريع الخاضعة حاليا لتقييم وتطبيق استراتيجية النمو العشرية للمجموعة. أما فيما يتعلق بمشروع البتروكيماويات في راس لفان والذي ستبلغ كلفته ما يناهز 18,2 مليار وتمتلك صناعات قطر فيه حصة %16فقال الشيبي، إنه بعد توقيع اتفاقية رؤوس أقلام مع شركة قطر للبترول في أوائل عام 2012 وعقب تعيين شركة قابكو كمدير للمشروع واستكمال الدراسة المبدئية للجدوى الاقتصادية، فإن المشروع يسير على الواجهة الأمامية في مرحلة التصميم الهندسي واختيار وتعيين المزود بالتكنولوجيا. وأضاف أن المشروع من المخطط له التدشين التجاري في عام 2018، وأن مجمع راس لفان للبتروكيماويات والذي يتضمن وحدة تكسير بالتبخير على نطاق عالمي، لا يزال يلعب دوراً مهماً في خطط النمو للمجموعة بالنسبة للجزء الأخير من هذا العقد. وحول تولي شركة قطر لتسويق وتوزيع الكيماويات والبتروكيماويات (منتجات) الحق الحصري في تنظيم شراء وتسويق وتوزيع وبيع منتجات دولة قطر من الكيماويات والبتروكيماويات في الأسواق العالمية، أضاف الشيبي أنه خلال الربع الأول من العام الحالي قامت اثنتان من شركات المجموعة -وهما شركة كفاك و قافكو- بتحويل عملياتهما المرتبطة بالتوزيع والتسويق إلى شركة منتجات، متوقعا أن تقوم باقي شركات المجموعة الأخرى العاملة في قطاع البتروكيماويات بتحويل عملياتها المرتبطة بالتوزيع والتسويق خلال الربع الثاني من عام 2013. وحول مساهمة قطاع البتروكماويات في أرباح الشركة قال الشيبي، إن أسعار البتروكيماويات ظلت بصورة عامة منخفضة بسبب تدني أسعار معظم المنتجات مقارنة بنفس الفترة من عام 2012، مردفا أن أسعار البولي إيثلين منخفض الكثافة والبولي إيثلين منخفض الكثافة الخطي، كانت هي الاستثناء الملحوظ، حيث تحسنت الأسعار بشكل ثابت منذ انخفاضها في يونيو 2012 مستفيدة من قلة العرض من الشرق الأوسط وآسيا بسبب أعمال التطفئة لأغراض الصيانة، وانخفاض مستويات الإنتاج لارتفاع تكاليف المدخلات، مقرونة بالطلب القوي من أسواق المشتقات الآسيوية. وبلغت إيرادات قطاع البتروكيماويات بشركة صناعات قطر للربع الأول من عام 2013 1.3 مليار ريال بزيادة قدرها 0.3 مليار ريال مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. كما حقق قطاع الأسمدة خلال نفس الربع إيرادات بلغت 1.9 مليار ريال، أي بزيادة قدرها 0.6 مليار ريال مقارنة بالربع الأول من عام 2012 نتيجة زيادة حجم المبيعات عقب التدشين التجاري لمصنعي قافكو 5 و6 خلال الربع الثاني من العام السابق، حيث ساهمت حركة الأسعار بما مقداره 70 مليون ريال فقط في التغير الإيجابي، في حين ازدادت أحجام مبيعات اليوريا بصورة كبيرة في الثلاثة أشهر الأولى من عام 2012 بنسبة %59.3، في حين تراجعت إيرادات قطاع الصلب خلال الربع الأول بعد أن سجلت 1.7 مليار ريال بانخفاض بواقع 70 مليون ريال أو ما نسبته %4.2 مقارنة بنفس الفترة من عام 2012. وحول المشاريع الحالية للشركة أشار البيان إلى أن الشركة الزميلة لقطر ستيل والمملوكة بنسبة %31.03 شركة صلب SOLB الكائنة في المملكة العربية السعودية، فأكملت تدشين وحدة صهر للحديد تنتج 1.0 مليون طن متري سنوياً، ووحدة درفلة تنتج 0.5 مليون طن متري سنوياً في أواخر عام 2012، مع إنشاء وحدة درفلة ثانية مماثلة قيد الإنجاز مقرر إكمالها بحلول الربع الثالث من عام 2014. وحول مشروع الفرن الكهربائي-5 الجديد لصهر الحديد في مدينة مسيعيد الصناعية الذي بدأت الشركة التابعة للمجموعة (قطر ستيل) العمل به في الربع الثاني من عام 2010 وتبلغ تكلفته 1,2 مليار ريال قطري، ذكر البيان أن المشروع صمم على سعة إنتاجية قدرها 1,1 مليون طن في العام لإنتاج القطع الفولاذية (billets)، ومن المتوقع أن يتم تدشينه بنهاية الربع الثالث من عام 2013. كما أكدت قطر ستيل نيتها في استمرارية عمل الفرن الكهربائي-1 والفرن الكهربائي-2 لعامين آخرين قبل القيام بإيقاف تشغيل هذه الأفران القديمة في عام 2015. أما مشروع استرداد ثاني أكسيد الكربون ذي القيمة البالغة 0.1 مليار ريال والذي يهدف للاستحواذ على ما يزيد عن 500 طن متري يومياً من ثاني أكسيد الكربون من قبل كفاك واستخدامه في إنتاج الميثانول، فسيتم تدشينه في النصف الثاني من عام 2014، حيث من المتوقع أن يصبح هذا المشروع الأكبر من نوعه في المنطقة ومصدرا لتحقيق أرباح كبيرة للمجموعة. وبالنسبة لاستثمارات شركة قطر ستيل الدولية مع الجزائر فمن المنتظر أن تشمل المرحلة الأولى من المشروع إنشاء مصنع للاختزال المباشر، ومصنع لإذابة الصلب، ومصنع للدرفلة، بتكلفة تقديرية قدرها 0,5 مليار ريال قطري على حساب قطر ستيل، ومن المتوقع أن يتم التدشين التجاري للمشروع في العام 2017